حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء، على التوصل إلى اتفاق يضع حدًا للحرب الطاحنة الدائرة في أوكرانيا “على الفور”، محذرًا موسكو من رسوم جمركية وعقوبات.
وجاء في منشور لترمب على منصته تروث سوشال التي يملكها: “إذا لم نعقد صفقة، قريبًا، لا خيار آخر لدي سوى فرض ضرائب باهظة ورسوم جمركية وعقوبات على كل ما تبيعه روسيا للولايات المتحدة ولدول أخرى”.
وتواصل روسيا تحقيق تقدم ميداني في ساحة المعركة شرق أوكرانيا في ظل حاجة كييف للدعم العسكري.
ويوم أمس ذكرت وكالة تاس للأنباء نقلًا عن وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية سيطرت على قرية فوفكوف في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وتشن روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، احتلت خلاله حتى الآن حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية في شرق البلاد وجنوبها.
زيلينسكي يدعو لنشر قوات أوروبية
في سياق متصل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع فيديو نشرته كييف الأربعاء، إلى نشر قوات أوروبية لا يقل عديدها عن 200 ألف عسكري لضمان أمن أوكرانيا وتفادي هجوم جديد في حال التوصل إلى هدنة مع روسيا.
وقال زيلينسكي أمس الثلاثاء خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، في مقابلة نشرتها الرئاسة على موقعها الإلكتروني، إن “200 ألف هو حد أدنى. إنه حد أدنى، وإلا فهي لا تعني شيئًا”.
وهذه أول مرة يتحدث مسؤول أوكراني كبير علنًا عن عديد قوة مماثلة فيما يجري بحث الموضوع بعيدًا عن الأضواء منذ عدة أشهر بين كييف وحلفائها الغربيين.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا لمراقبة اتفاق وقف إطلاق نار محتمل مع روسيا.
“عقوبات شاملة”
ورأى زيلينسكي في حديثه أن ترمب قد يفرض “عقوبات شاملة” على روسيا تستهدف خصوصًا قطاع الطاقة و”يعطي أوكرانيا كل الأسلحة التي تطلبها” للتصدي لروسيا.
لكنه اعتبر أن وقف الحرب التي دمرت أوكرانيا وأوقعت عشرات آلاف القتلى من الجانبين “سيكون في غاية الصعوبة بالنسبة للرئيس ترمب”.
وأضاف: “يجب أن نفهم جميعًا أن بوتين لا يريد وقف الحرب” قبل تحقيق “هدفه الأساسي وهو إنهاء استقلال أوكرانيا” مؤكدًا أن “تدميرها هو حلمه”.
وردد أن بلاده “لن تعترف” بالأراضي المحتلة على أنها روسية “حتى لو اتحد جميع الحلفاء” للمطالبة بذلك، ملمحًا إلى إمكانية القبول بالتنازل عنها لوقت من أجل وقف الأعمال الحربية.
وقال: “لن يكون هناك غفران، لا إقرار قانوني، لكن علينا بذل كل ما يمكن لوضع حد للمرحلة الساخنة من الحرب”.