لقي دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الأحد، ترحيبًا دوليًا، وسط تأكيد أممي على ضرورة أن يساهم الاتفاق في إزالة العراقيل أمام إيصال المساعدات.
ورحّب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن ببدء سريان اتّفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرًا أنّ “المنطقة تغيّرت جوهريًا”. وأضاف: “بعد كلّ هذا الألم والموت وخسارة الأرواح، اليوم صمتت البنادق في غزة”.
وأضاف بايدن، الذي سيسلم رئاسة الولايات المتحدة للجمهوري دونالد ترمب الإثنين، أن تنفيذ اتفاق غزة يقع على عاتق الإدارة المقبلة.
وتدفق الفلسطينيون إلى شوارع قطاع غزة للاحتفال والعودة إلى أنقاض منازلهم المدمرة اليوم، بينما سلمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أول ثلاث محتجزات للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وسار مقاتلو حماس المسلحون بسياراتهم في مدينة خانيونس بجنوب القطاع وسط حشود تهتف وتغني. وفي شمال القطاع، الذي دمره القصف تمامًا، سلك الناس طرقًا ضيقة وسط الأنقاض والكتل الخرسانية المدمرة.
إيصال المساعدات
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المنظمة الدولية “جاهزة لدعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وزيادة تسليم المساعدات الإنسانية المتواصلة إلى عدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين لا يزالون يعانون”.
وشدّد على ضرورة أن يساهم الاتفاق في إزالة العراقيل أمام إيصال المساعدات.
أما رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا فقد أعرب عن ارتياحه للإفراج عن المحتجزات الإسرائيليات الثلاث بموجب الاتفاق، مشددًا على أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يشكل “بارقة أمل”.
دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ اليوم الأحد – غيتي
وعبر عن ارتياحه أيضًا لبدء دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إن الإفراج عن المحتجزات الإسرائيليات “يملأ قلوبنا أملًا” مشددة على ضرورة الإفراج عن المحتجزين الآخرين.
دعوة لقيام دولة فلسطينية
بدورها، رحّبت وزارة الخارجية الإسبانية ببدء تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الخارجية في بيان: “من المهم أن يتم تمتين وقف إطلاق النار والإفراج عن باقي المحتجزين، مع دخول كثيف للمساعدات الإنسانية”، مشيرة إلى أن إسبانيا ستشارك في المساعدات، معتبرة أن منظمة الأونروا “أساسية ولا يمكن استبدالها” في هذا الإطار.
إلى ذلك، رحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالإفراج عن المحتجزات الإسرائيليات التي تحمل إحداهنّ أيضًا الجنسية البريطانية، معتبرًا أن استعادتهنّ حريّتهنّ “نبًأ سار” بعد “أشهر من العذاب”، ومطالبًا كذلك بأن يطبّق اتفاق وقف إطلاق النار “بالكامل”.
في غضون ذلك، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى العمل لقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام مع إسرائيل، موضحًا أنه “يتعيّن علينا أن نغتنم هذا الزخم للالتزام بالعمل لقيام دولة فلسطينية قادرة على أن تعيش بسلام جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل”.
ولفت شولتس إلى أن المدنيين الفلسطينيين “عانوا بشكل هائل” في غزة، مبديًا قلقًا على مصيرهم.