ردًا على الضربات الأميركية، قال المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله الحوثيين إن الجماعة نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت خلالها حاملة طائرات أميركية بـ18 صاروخًا وطائرة مسيّرة. وقد أكّد العميد يحيى سريع استمرار الجماعة في فرض حظر على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ويأتي هذا بعد تصريحات للمكتب السياسي للجماعة ندد فيها بالعدوان الأميركي البريطاني، مشيرًا إلى أن الضربات “لن تمر دون رد”.
بدورها، تقول الولايات المتحدة إنها وجّهت ضربات عسكرية مكثفة بأربعين غارة جوية، ضد منشآت استراتيجية للحوثيين في صنعاء وصعدة والبيضاء، بهدف إلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية.
ترمب يصوّب على طهران
وقالت القيادة الوسطى الأميركية، إن الضربات تأتي في سياق ما اعتبرته دفاعًا عن المصالح الأميركية، وردعًا للأعداء واستعادة لحرية الملاحة البحرية، في وقت تحدث مسؤولون أميركيون عن أن الضربات ستستمر أيامًا أو أسابيع.
ومع تنفيذ الهجمات الصاروخية المكثفة، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب طهران من استمرار دعمها للحوثيين، في وقت اتّهم فيه وزير الدفاع الأميركي طهران بمساعدة الحوثيين منذ فترة طويلة.
وفي الأثناء، خرج قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ونفى أي دور لبلاده في التصعيد الحاصل في اليمن، مؤكدًا أن الحوثيين مستقلون في اتخاذ قراراتهم، بينما يجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مباحثات في سلطة عُمان تتناول الأوضاع في اليمن والغارات الأميركية.
ضربات الحوثي مستمرة
وفي هذا السياق، يشير عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله محمد البخيتي إلى أن هذه الضربات لن تؤثر على عمليات الجماعة العسكرية المساندة لغزة.
ويقول في حديث إلى التلفزيون العربي من صنعاء: “إن العمليات ستستمر حتى رفع الحصار عن إخواننا في غزة”، لافتًا إلى أن فتح المنافذ لدخول الغذاء والدواء والوقود كان أحد بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويعتبر أن خرق إسرائيل للاتفاق وفرض الحصار على غزة وبالتالي تهديد الفلسطينيين بالموت جوعًا يستدعي تحركًا من قبل اليمن وبقية الدول العربية.
كما يؤكد البخيتي أن “الضربات الأميركية على اليمن لن يكون لها أي تأثير إلّا إذا “كسرت إرادة اليمن وهذا لن يتحقق أبدًا”.
وقف الهجمات في البحر الأحمر
من جهته، يعتبر محلل الشؤون السياسية والدولية في معهد كاتو الأميركي دوغ باندو أن الولايات المتحدة تريد أن توقف الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يرى باندو أن الإدارة الأميركية لا تريد أن تواجه إيران مباشرة وتريد أن تظهر باستمرار أنها داعمة لإسرائيل وأن تقوم بكل ما بوسعها للدفاع عنها نظرًا لأهمية ذلك للناخبين الأميركيين، رغم أن سياسات ترمب تواجه بعض المعارضة الداخلية.
رسائل إلى الحلفاء والخصوم
وفي ما يخص تأثير الضربات على اليمن، يعتبر رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في معهد الشرق الأوسط الدكتور نبيل العتوم أن الولايات المتحدة تحاول توجيه مجموعة من الرسائل إلى الطرف الحوثي مفادها بأن “الولايات المتحدة معنية بالتهدئة في البحر الأحمر وبردع الحوثيين عن استهداف حركة الملاحة لما لذلك من تأثير على الاقتصاد العالمي وعلى الأمنين الإقليمي والعالمي”.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من عمان، يشير العتوم إلى أن الولايات المتحدة تريد أيضًا توجيه رسائل إلى حلفائها في المنطقة والقول إن الولايات المتحدة قد “انتقلت الآن من سياسة الاحتواء والردع مع الحركة الحوثية إلى سياسة جديدة عنوانها القضاء على قدرات الحركة العسكرية واللوجستية وضمان عدم استهداف إسرائيل مجددًا”.
ويقول العتوم: “إن إسرائيل لا تريد تصعيدا بل تريد تصفير المشاكل في المنطقة للتفرغ إلى الملف النووي الإيراني”.
ويشير إلى “أن رسالة الولايات المتحدة الثالثة توجهها إلى إيران التي فقدت أذرعها الموجودة في المنطقة خلال الفترة الماضية”، حسب رأيه.