حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب القادمة، من أن بلاده تدرس مجموعة متكاملة من الخطوات المحتملة في مجال التجارب النووية، بسبب “موقف ترمب المتشدد” حيال هذه المسألة.
ونقلت صحيفة كوميرسانت عن ريابكوف، الذي يشرف على ملف الحد من انتشار الأسلحة في بلاده، قوله اليوم الجمعة إن ترمب اتخذ موقفًا متشددًا حيال معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية خلال فترة ولايته الأولى.
وأضاف ريابكوف للصحيفة: “الوضع الدولي صعب للغاية في الوقت الحالي، والسياسة الأميركية في جوانبها المختلفة عدائية للغاية تجاهنا اليوم”.
وتابع: “لذا لا توجد استثناءات فيما يتعلق بتحديد أفعالنا بما يصب في مصلحة أمن (البلاد) إلى جانب التدابير والإجراءات التي يمكن أن نتخذها لتحقيق ذلك”.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في عام 2020 أن إدارة ترمب ناقشت، خلال فترة ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، إمكانية إجراء أول تجربة نووية منذ عام 1992، بينما لم تجر روسيا أي تجربة نووية في الفترة ما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.
العقيدة النووية الروسية
وكانت آخر تجربة نووية أجراها الاتحاد السوفييتي في عام 1990. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستدرس إجراء تجربة نووية إذا أقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة.
وفي سبتمبر/ أيلول الفائت، أكد بوتين أن بلاده قد تستخدم الأسلحة النووية إذا هاجمتها أي دولة، وأن أي هجوم تقليدي عليها بدعم من قوة نووية سيعتبر هجومًا مشتركًا.
وشرح بوتين في بداية اجتماع لمجلس الأمن الروسي حضره كبار المسؤولين أن مقترحات قُدمت لإدخال تعديلات على العقيدة النووية الروسية، وأنه يود التأكيد على واحدة من التعديلات الرئيسية المقترحة. وقال: “من المقترح اعتبار العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية”.
ومع استمرار الحرب على أوكرانيا، توالت تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن أراضي بلاده، مما أثار مخاوف من أنه قد يستخدم ما يُعرف بالأسلحة النووية “التكتيكية”.
المعاهدة
وتهدف معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى حظر كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبّق بعد نظرًا لعدم انضمام عدد من الدول الرئيسية إليها.
وعام 1996، وقعت كل من روسيا والولايات المتحدة المعاهدة، لكن في الوقت الذي صادقت موسكو عليها عام 2000، لم تتخذ واشنطن تلك الخطوة.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول، اعتبر فلاديمير بوتين أنه “ليس من الضروري” تشديد العقيدة النووية الروسية في ضوء الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الدولية غير المسبوقة ضدّ موسكو.
وقال: “أسمع بالفعل دعوات للبدء في اختبار الأسلحة النووية على سبيل المثال”. وأضاف: “لقد وقعت الولايات المتحدة على معاهدة مناسبة لحظر التجارب النووية، وقد وقعت عليها روسيا. وقعت عليها روسيا وصدّقت عليها، ووقعت عليها الولايات المتحدة، لكنها لم تصدّق عليها”.