أعلنت رسامة الكاريكاتير آن تيلنيس استقالتها من صحيفة “واشنطن بوست” بسبب رفض إدارة الصحيفة نشر رسم انتقدت فيه مالكها جيف بيزوس لسعيه إلى “تملّق دونالد ترمب” الرئيس المنتخب والذي سيدخل البيت الأبيض يوم العشرين من هذا الشهر.
ويظهر الرسم الذي نشرته الرسامة، أمس الجمعة، على مدونتها، مؤسس شركة أمازون جاثيًا على ركبتيه ويسلم حقيبة تحمل علامة دولار إلى تمثال للرئيس الأميركي المنتخب.
وفي منتصف الشهر الماضي، تبرعت أمازون بمليون دولار لصندوق مخصص لتنصيب دونالد ترمب.
“ضبط” وسائل الإعلام
كما زار جيف بيزوس أخيرًا مارالاغو في فلوريدا، مقر إقامة ترمب الذي تعهّد بـ”ضبط” وسائل الإعلام من خلال اتخاذ إجراءات قانونية بحقها.
وقالت آن تيلنيس التي عملت في واشنطن بوست منذ عام 2008 والحائزة على جائزة بوليتزر للرسوم الكاريكاتورية الصحافية، في مقال على مدونتها “لم يسبق أن رفض أي من رسومها” بسبب موضوعه.
رسم الكاريكاتور الذي منعت صحيفة واشنطن بوست نشره – غارديان
وأضافت أن الرسم الذي منع نشره “ينتقد قادة شركات تكنولوجيا وإعلام ومليارديرات يبذلون قصارى جهدهم لكسب ود الرئيس المنتخب”.
ويظهر في الرسم جيف بيزوس إلى جانب مؤسس فيسبوك مارك زوكربرغ ورئيس شركة الذكاء الاصطناعي “أوبن إيه آي” سام التمان ومالك صحيفة لوس أنجليس تايمز باتريك سون شيونغ.
وإلى جانبهم، صوّر ميكي ماوس ساجدًا، وهو يمثل شركة والت ديزني المالكة أيضا لقناة “إيه بي سي نيوز” التي وافقت على دفع 15 مليون دولار لتسوية دعوى تشهير رفعها ضدها دونالد ترمب.
واشنطن بوست تبرر قرارها: نتجنب التكرار
من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست التي ترفع شعار “الديموقراطية تموت في الظلام”، إن رسم تيلنيس لم يتم رفضه بتدخل من أي “قوة خبيثة”.
وقال مسؤول صفحتها الافتتاحية ديفيد شيبلي في بيان: “كنا نشرنا للتو عمودًا حول الموضوع نفسه الذي تناوله الرسم الكاريكاتوري، وكنا قد اخترنا بالفعل عمودًا آخر، وهو ساخر، للنشر”، مضيفًا أن دافع عدم نشر الرسم الوحيد هو “تجنب التكرار”.
حتى قبل أن يبدأ ولايته الثانية، أشار الجمهوري إلى نيته رفع عدد من الشكاوى ضد وسائل إعلام اعتبرها “عدوة الشعب”.
ويعتقد العديد من المحامين أن العديد من الدعاوى لن تقبل، لكنها قد تحدث أجواء من الترهيب والرقابة الذاتية المحتملة.
وكان جيف بيزوس الذي عارض ترمب خلال ولايته الأولى، منع صحيفة واشنطن بوست قبل انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني من الدعوة إلى التصويت لكامالا هاريس، في حين أن توصيات هيئات التحرير تمثل تقليدًا في الولايات المتحدة.