وجدت الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم وأكبر مشترٍ للنفط الخام الروسي المنقول بحراً، نفسها في خضم المفاوضات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

لماذا فرض ترمب رسوماً إضافية؟

فرض الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، رسوماً إضافية بنسبة 25 في المائة على السلع الهندية، لترتفع الرسوم الإجمالية إلى 50 في المائة، وهو من أعلى المعدلات التي تفرضها واشنطن. يأتي هذا الإجراء رداً انتقامياً على زيادة نيودلهي من مشترياتها للنفط الروسي.

واتهم المستشار التجاري للبيت الأبيض، بيتر نافارو، الهند بأن مشترياتها من النفط الروسي تموِّل حرب موسكو في أوكرانيا، داعياً إلى ضرورة إيقافها. وأشار وزير الخزانة، سكوت بيسنت، إلى أن الهند تستفيد من زيادة وارداتها، حيث أصبحت مشتريات النفط الروسي تمثل 42 في المائة من إجمالي وارداتها النفطية، مقارنةً بأقل من 1 في المائة قبل الحرب، وهو ما وصفته واشنطن بأنه «غير مقبول».

وتُعدّ استراتيجية ترمب هذه على النقيض تماماً من سياسة إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي رحَّبت بمشتريات الهند؛ بهدف كبح جماح أسعار النفط العالمية التي بلغت ذروتها عند 139 دولاراً للبرميل عام 2022.

لماذا تشتري الهند النفط الروسي؟

أصبحت الهند والصين أكبر مشترين للنفط الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، بعد أن قاطعت الدول الغربية واردات الطاقة من موسكو وفرضت سقفاً لأسعار النفط الروسي. ورغم ذلك، لا يوجد حظر شامل على شراء النفط الروسي، ما دامت الصفقات ملتزمة بمعايير العقوبات الغربية.

تهدف الحكومة الهندية إلى تقليل فاتورة وارداتها النفطية الضخمة، وتوفير الطاقة بأسعار معقولة لمواطنيها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. كما سمحت واردات النفط الروسي المخفضة للهند بالتنويع بعيداً عن الخامات الأغلى ثمناً من الشرق الأوسط. وقد أكدت الهند أن مصالحها الوطنية هي التي توجِّه سياساتها في استيراد الطاقة، علماً بأنها تستورد أكثر من 85 في المائة من احتياجاتها النفطية.

هل ستتوقف الهند عن شراء النفط الروسي؟

في الوقت الحالي، من غير المرجح أن توقف الهند وارداتها من النفط الروسي؛ بسبب أهميته لأمن الطاقة، وفقاً لمصادر مطلعة. ومع ذلك، من المتوقع أن تنخفض واردات الهند من النفط الروسي في سبتمبر (أيلول) مقارنة بأغسطس (آب)، بعد أن أوقفت المصافي الحكومية مشترياتها؛ بسبب انخفاض الخصومات، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وقال مسؤولون هنود إنه من الصعب استبدال الإمدادات الروسية؛ لأن تكلفة براميل النفط البديلة سترتفع بشكل كبير. فبعد أن كانت الخصومات على خام الأورال الروسي تصل إلى 20 – 25 دولاراً للبرميل عند بداية الحرب، انخفضت الآن إلى نحو 2.50 دولار فقط.

حجم الواردات… والشركات الرئيسية

استوردت الهند 1.73 مليون برميل يومياً من النفط الخام الروسي بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز)، وهو ما يمثل أكثر من ثلث إجمالي وارداتها. وقبل الحرب، كانت واردات النفط الروسي تُشكِّل جزءاً صغيراً فقط؛ بسبب القيود اللوجيستية.

تُعدّ مصفاتا التكرير الهنديتان الخاصتان «ريلاينس» و«نايارا» أكبر المشترين للنفط الروسي. وتُشكِّل الشركتان معاً نحو 60 في المائة من إجمالي واردات الهند من النفط الروسي.

شاركها.
Exit mobile version