عززت روسيا وجودها في ليبيا عبر إعادة تأهيل قاعدة جوية مهجورة جنوبي البلاد، تدعى معطن السارة بهدف التوسع في قارة إفريقيا، بعد خسارة نفوذها وموقعها في سوريا.
وتقع القاعدة الجوية في المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد، وتبعد عن أقرب تجمع سكاني في مدينة الكفرة الليبية نحو 320 كيلومترًا، وعن حدود تشاد نحو 100 كيلومتر وحدود السودان قرابة 300 كيلومتر.
قاعدة معطن السارة
وتعد القاعدة البعيدة عن الأنظار مهجورة منذ عام 2011. لكن سقوط نظام الأسد في سوريا وخسارة روسيا لنفوذها في البلاد، أعاد الحياة من جديد إلى قاعدة معطن السارة.
وكشفت مصادر لبيبة عن توسيع روسيا لوجودها العسكري في ليبيا من خلال نقل المعدات والجنود من سوريا، بهدف تحويل القاعدة إلى نقطة عمليات إستراتيجية في إفريقيا، حسب وكالة نوفا الإيطالية.
وتخدم القاعدة التوسع الروسي عبر الفيلق الإفريقي المعروف سابقًا بـ”مجموعة فاغنر”، وفق ما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية.
ما أهمية القاعدة؟
قال الخبير العسكري الليبي عادل عبد الكافي إن معطن السارة تقع في منطقة صحراوية، وتأسست إبان حقبة الرئيس السابق معمر القذافي خلال عمليات عسكرية للجيش الليبي باتجاه دولة تشاد.. “عملية الغزو لدولة تشاد”.
وقال عادل عبد الكافي إن القاعدة أصبحت “تشكل موقعًا إستراتيجيًا متقدمًا نظرًا لأنها تربط الأراضي الليبية مع تشاد مباشرة”.
وأشار إلى “سهولة الانتقال من هذا الموقع إلى دول الساحل والصحراء، وكذلك ضمان مرور الأسلحة والإمدادات لحميدتي (محمد دقلو)”.
وأردف أن “أهمية القاعدة تكمن في أنها تربط بين الحدود المشتركة أو المثلث المشترك لليبيا والسودان وتشاد”.
ونقلت روسيا كميات كبيرة من المعدات والجنود بينهم ضباط سوريون فروا بعد سقوط نظام الأسد، حسب وكالة نوفا الإيطالية.
وبدأت القوات في إعادة تشغيل القاعدة واستعادة البنية التحتية، مثل مدارج الهبوط والمستودعات والمساكن وأبراج المراقبة، وتهيئة القاعدة لاستقبال وتشغيل الأسلحة ومنظومات الدفاع الجوي.
وقال عادل عبد الكافي إن “منظومة S300 وS400 من أهم الأسلحة، بالإضافة إلى منظومات بانتسير والألغام التي دائمًا ما تعتمد عليها روسيا، وكذلك صواريخ سام 7 المحمولة على الكتف..”.
“تنسيق مع قوات خليفة حفتر”
وتشير مصادر ليبية إلى أن الانتشار الروسي في قاعدة معطن السارة يجري بالتنسيق مع قوات خليفة حفتر، التي تسيطر على شرق البلاد وجنوبها، إذ وجه صدام نجل حفتر قواته بالتوجه إلى القاعدة بهدف تأمين المنطقة، وحماية الطرق المؤدية إليها وصولًا إلى السودان، بحسب عادل عبد الكافي.
ويضيف: “وصلت كتيبة سبل السلام (تابعة لقوات حفتر) إلى معطن السارة لتأمين هذا الموقع لوصول المعدات الفنية أو المعدات الخاصة بهذه القاعدة، من قبل مرتزقة الفيلق الروسي الإفريقي”.
وهناك توقعات بأن تصبح قاعدة معطن السارة مركزًا رئيسيًا لعمليات روسيا في إفريقيا، ونقطة مهمة لتدفق الإمدادات إلى مناطق النفوذ الروسي، حسب وكالة نوفا الإيطالية.
وشرح عادل عبد الكافي أن “أهمية دول الساحل والصحراء ووسط وغرب إفريقيا وكذلك الجنوب الليبي تكمن في عدة أشياء؛ مصادر الطاقة ونتحدث عن اليورانيوم والغاز والنفط وكذلك حقول الألماس والذهب وهي تعتبر الآن من أهم الموارد لروسيا”.