يشتكي مواطنون لبنانيون من تعامل بعض موظفي وزارة الخارجية مع سماسرة ومكاتب خارجية، وتفضيلهم على غيرهم من المواطنين في إنجاز المعاملات، مقابل منفعة هؤلاء السماسرة بمبلغ يصل إلى 150 دولارًا للمعاملة الواحدة، كما يقول وزير الخارجية اللبناني الجديد يوسف رجي، في تسجيل مسرب.
وجاء حديث الوزير اللبناني خلال جولة تفقدية قام بها فجأة داخل مكاتب الوزارة، التي وجدها شبه فارغة، إذ وصل قبل بعض الموظفين الذين تأخروا عن الدوام الرسمي، ما أثار غضب وانزعاج الوزير من هذه الظاهرة داخل مؤسسات الدولة.
“أوقفوا التعامل مع السماسرة”
وظهر الوزير رجي -الذي عين في الآونة الأخيرة في حكومة نواف سلام- وهو يتحدث مع موظفين في الوزارة بطريقة حادة، معبرًا عن غضبه من الفساد داخل دائرة المصادقات بوزارة الخارجية، ومهددًا بطرد بعض الموظفين.
وتوعّد رجي بمحاسبة كل من يثبت تورطه في التواصل مع السماسرة، ومكافحة الفساد داخل الوزارة.
وأضاف: “هناك صور وفيديوهات وشهود على كل المخالفات، يجب التخلص من السماسرة الذين يقفون خارج مكاتب وزارة الخارجية، ومكاتب الترجمة ممنوعة نهائيًا”.
وشغل رجي العديد من المناصب الرفيعة في وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، وعمل مديرًا للتفتيش في وزارة الخارجية في بيروت، حيث أشرف على عمليات التفتيش والتقييم داخل الوزارة لضمان الكفاءة والشفافية في العمل الدبلوماسي.
وكالعادة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا، حيث أثنى كثيرون على تصرف الوزير والوقوف على رأس العمل داخل الدوائر الحكومية، بينما طالبه البعض الآخر بمحاكمة الفاسدين واقتلاع جذورهم من داخل مؤسسات الدولة.
“تغيب موظفين ومكاتب فارغة”
ويقول غابي على منصة إكس: “وزير الخارجية يوسف رجي يتفقد حضور الموظفين في وزارته، فلا يجد أمامه سوى مكاتب فارغة وغياب شبه تام للموظفين. ما أثار غضبه، توعدهم وأكد لهم أن زمن الأول تحول. مشهد ليس بالغريب عن إدارات الدولة، حيث أصبح الالتزام بالدوام ترفًا، والمهنية استثناء في مؤسسات نخرتها عقلية الفساد والمحسوبيات”.
وعلى المنصة ذاتها كتب جورج: “موظفون ومديرون عايشين على هواهم يمكن من هيك ما بردوا على الاتصالات لأنهم مشغولون في بيوتهم. شكوى لمعالي الوزير: وثيقة ولادة كلفت أكثر من 140 دولارًا، لأنها وصلت لأيد بعد 20 ختمًا وإمضاء، وكل ختم وإمضاء كلفني بين 5 دولارات إلى 20 دولارًا. كلن معالي الوزير بدن رص”.
أما إيف خنيصر فقد علق بوجهة نظر تختلف قليلًا على الحادثة عبر حسابه بمنصة إكس قائلًا: “إذا صار الوزير عم يعمل واجباته، بتعملوا منها إنجاز! من البديهي أن يزور الوزير إداراته ويتأكد من حضور كافة الموظفين! خطوة أولية لا بأس بها، لكن لن تكتمل وتبقى دون مفعول، حتى يتم توقيف الفاسدين وهم كثر، ننتظر أن نرى اقتلاع الفاسدين ومحاكمتهم، عندها ترفع القبعة”.
وفي موقف مغاير تمامًا يقول إبراهيم على منصة إكس: “حركات إعلامية ما إلها عازة. يتفضل يخبرنا شو عمل بخصوص الانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية”.