توفي آخر الطيارين الناجين من معركة بريطانيا عام 1940 عن 105 أعوام، على ما أعلن سلاح الجو الملكي البريطاني، واصفًا وفاته بأنها “نهاية حقبة”.
وأفادت القوات الجوية الملكية البريطانية في بيان، بأن جون “بادي” همنغواي “توفي بسلام” الإثنين.
وكان همنغواي أحد الطيارين المعروفين باسم “The Few” (القِلّة)، وهو اللقب الذي أطلقه ونستون تشرشل على مَن شاركوا في الدفاع الجوي لبريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
من هو جون همنغواي؟
وُلد همنغواي في دبلن عام 1919، وانضم إلى سلاح الجو الملكي البريطاني عام 1938، أي قبل عام من اندلاع الصراع في أوروبا.
كان همنغواي في العشرين من عمره فقط عندما حلّّق هو ورفاقه في سلاح الجو الملكي في السماء لصد موجات متتالية من الطائرات النازية، التي سعت إلى سحق بريطانيا وإخضاعها خلال صيف وخريف عام 1940.
في أغسطس/ آب من ذلك العام، عندما كانت القاذفات الألمانية تستهدف بلا هوادة المطارات في جنوب إنكلترا، وكانت نتيجة المعركة لا تزال موضع شك، وقف رئيس الوزراء ونستون تشرشل أمام مجلس العموم لتكريم الطيارين الشباب الذين كانوا يدافعون عن بريطانيا.
في عام 1940، وأثناء معركة بريطانيا، أسقط طائرة ألمانية من طراز “لوفتفافه” Luftwaffe، لكن طائرته من نوع “هوريكان” تعرضت لإطلاق نار ما أرغمه على إجراء هبوط اضطراري، وفق القوات الجوية.
خلال القتال العنيف في أغسطس 1940، اضطر همنغواي إلى القفز من طائرته مرتين، مرة في البحر ومرة أخرى في المستنقعات.
وقد حصل على وسام صليب الطيران المتميز (DFC) لشجاعته.
وأشاد به رئيس الوزراء كير ستارمر، مؤكدًا أنه “لم يعتبر نفسه بطلًا أبدًا” بل “رجل يقوم بعمله ببساطة، مثل آخرين كثر من جيله”.
وأضاف الزعيم العمالي: “شعورهم بالواجب والخدمة ضمن لنا حريتنا، ولن ننساهم أبدًا”.
وأشاد الأمير وليام، وريث العرش البريطاني، الثلاثاء بالطيار الراحل، قائلًا: “نحن مدينون كثيرًا لبادي وأبناء جيله بالحريات التي نتمتع بها اليوم. وسنظل نتذكر دائمًا شجاعتهم وتضحياتهم”.
وبقي همنغواي في سلاح الجو الملكي البريطاني بعد الحرب، وتقاعد عام 1969 بعد أكثر من 30 عامًا من الخدمة.