استشهد شاب فلسطيني اليوم الخميس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، قبل أن يتم احتجاز جثمانه، فيما شيع آلاف الفلسطينيون جثامين الشهداء العشرة في بلدة طمون جنوب طوباس.
ويأتي ذلك، بعد استشهاد 10 فلسطينيين مساء أمس الأربعاء بقصف طائرة مسيّرة إسرائيلية، مركبة فلسطينية في بلدة طمون جنوب مدينة طوباس.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس، ما أسفر عن مئات الشهداء، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفًا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
شهيد برصاص الاحتلال في نابلس
وفي التفاصيل، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن الشاب قاسم عبود مطيع عكليك (42 عامًا) استشهد بعد إصابته برصاص الاحتلال في نابلس.
الشهيد قاسم عبود مطيع عكليك – وكالة وفا
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر أمنية ومحلية بأن قوات إسرائيلية خاصة “مستعربون” تسللت إلى شارع ابن رشد في المدينة، وأطلقت الرصاص باتجاه الشاب قاسم العكليك وأصابته في رأسه، قبل أن تحتجز جثمانه.
كما أصابت طفلته هاجر (7 أعوام) بالرصاص الحي في الفخذ، ونقلت على إثرها لمستشفى رفيديا الحكومي، حسب وكالة “وفا”.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، قصفت طائرة حربية تابعة لجيش الاحتلال اليوم الخميس، مبنى داخل مخيم جنين شمال الضفة.
كما أصيب اليوم فلسطينيان في مخيم جنين برصاص الاحتلال، أحداهما بالرصاص الحي في القدم، والآخر لشاب (40 عامًا) قرب مدخل المخيم.
تشييع جثامين شهداء طمون
إلى ذلك، شيّع آلاف الفلسطينيين ببلدة طمون جنوب شرق مدينة طوباس شمال الضفة الخميس، جثامين 10 مواطنيهم استشهدوا بقصف إسرائيلي استهدفهم مساء الأربعاء.
وانطلق موكب التشييع من المستشفى التركي الحكومي في المدينة، إلى بلدة طمون، حيث ألقيت عليهم نظرة الوداع من ذويهم ومحبيهم.
وجابت الجنازة شوارع البلدة وسط هتافات غاضبة، ومنددة بالجريمة الإسرائيلية التي استهدفت جمعًا من الشبان الليلة الماضية.
تشييع جثامين شهداء طمون بالضفة الغربية – غيتي
ودعا المشاركون إلى “الوحدة الوطنية، ورص الصفوف في وجه كل المخططات الإسرائيلية، الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية”.
وعم الإضراب الشامل كافة مناحي الحياة في محافظة طوباس؛ تنديدًا بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق الشبان في طمون.
كما أغلقت المحال التجارية، والمؤسسات الحكومية والأهلية أبوابها، تلبية لدعوة القوى الوطنية في المحافظة.
ويأتي القصف على طمون، مع العدوان الذي يشنه الاحتلال على جنين منذ 10 أيام، ما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيًا وجرح العشرات، إضافة لتدمير واسع في الممتلكات والبنية التحتية، وكذلك مع العدوان الذي يشنه على طولكرم ومخيميها لليوم الرابع على التوالي مخلفًا 3 شهداء ودمارًا واسعًا في البنية التحتية والممتلكات، وتهجير المواطنين من منازلهم.
الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم
وفي سياق متصل، واصلت قوات الاحتلال اليوم الخميس عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع، وسط مداهمات وتفتيش للمنازل والمباني السكنية والتجارية، وتجريف الممتلكات والبنية التحتية.
وأفادت وكالة “وفا”، أن جنود المشاة انتشروا بشكل كبير في شوارع المدينة منذ الليلة الماضية وصباح اليوم، وتحديدًا في الأحياء الغربية والشرقية وسوق الخضار، وسط تفتيش بين أزقتها.
وأضافت أن قوات الاحتلال داهمت العشرات من منازل المواطنين والمباني السكنية والتجارية العالية في المدينة، وفتشتها ودققت في هويات سكانها وإخراج عدد منهم خارجها، وتحويلها لثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها.
وتركزت النقاط العسكرية في الحي الغربي، وفي عمارات البعباع والدوو والزهراء، وسوق الذهب وميدان جمال عبد الناصر، وشارع القهاوي إضافة إلى المباني الكاشفة لمخيم طولكرم والمحيطة به.
كما جرفت جرافات الاحتلال ودمرت شوارع في عدة مفارق من الحي الشرقي للمدينة، وتحديدًا من مفرق أبو صفية وحتى مفرق المسلخ من الاتجاهين، وألحقت دمارًا كبيرًا في البنية التحتية فيها.
إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والإسراء التخصصي، حيث عرقلت عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية وأخضعتها للتفتيش والتحقيق الميداني، فيما منعت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من التواجد في مقرها وأجبرتهم على المغادرة تحت تهديد السلاح.
وفي مخيم طولكرم، استولت قوات الاحتلال على عدد كبير من منازل الفلسطينيين بعد إجبار سكانها على النزوح منها باتجاه المدينة، وتفجير عدد آخر، حيث أقدمت الليلة الماضية على تفجير مخزن يقع في مبنى سكني في حارة الوكالة مما أدى لاشتعال النيران داخله وامتدادها إلى محل لبيع اسطوانات غاز الطهي، ما عرض المواطنين القاطنين في المنطقة للخطر.