تضاعفت مظاهر استعراض القوة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، السبت، خلال تسليم 4 مجندات إسرائيليات للصليب الأحمر، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لصفقة التبادل في إطار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ففي ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، وصلت المجندات الأربع بزي عسكري يحوطهن الكثير من مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، وسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وسط حشد جماهيري من سكان القطاع، وصعدن إلى منصة مكتوب عليها بالعبرية: “لن تنتصر الصهيونية”.
وإلى جانب المحتجزات، كان مقاتلان من القسام يحملان بندقية “tavor”، وهي من الأسلحة المعيارية لوحدات النخبة في جيش الاحتلال، ثم وقع مندوب الصليب الأحمر على استلام المحتجزات الأربع وانطلق بهن.
صدمة في إسرائيل
هذا المشهد كان له انعكاس مباشر على الإعلام الإسرائيلي الذي كان يتابع مباشرة ما يدور في ميدان فلسطين، فيما تعمقت وزادت التساؤلات عن دفعة التسليم الأولى.
المراسل العسكري الإسرائيلي يهوشع يوسي، استغرب وتساءل: “لماذا مع إمكانات جيش الاحتلال وكل السلاح الذي تلقاه من الولايات المتحدة، لم يتمكن من منع هذه الصورة التي ظهرت بها المقاومة”.
المجندات الأسيرات صعدن إلى منصة مكتوب عليها بالعبرية: “لن تنتصر الصهيونية – غيتي
وقال: “لم ننتصر هنا على حماس، نحن نرى الآن سيطرة حماس على الأرض، للذراع العسكري ولذراع الحكم، وهذا يخبرنا أنه رغم تصريحات الجيش، والمصادر السياسية من هنا وهناك، لم ننتصر على حماس”.
وأضاف: “حماس تقف قوية على رجليها، ومع سيطرة، يمكننا القول إنها سيطرة كاملة، لا توجد هنا أي جهة أخرى، إنها سيطرة مطلقة”.
وتابع يهوشع يوسي: “وأنت تسأل نفسك بعد مرور 15 شهرًا، وهذه هي النتائج، الجيش الإسرائيلي الكبير مع جميع قدراته، ومع جميع الأسلحة التي قدمت له من الولايات المتحدة وكل ما أطلقه على هذه المنظمة في نهاية المطاف لم يحقق النصر المتوقع”.
من جهته، علق المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري على مشاهد تسليم المحتجزات ووصفها بالكاذبة، إذ تحاول حماس من خلالها تصدير صورة الاعتناء بهن.
ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضًا، يسخر مراسل الشؤون العربية في هيئة الإذاعة الإسرائيلية، روعي كايس، بنشره صورة المحتجزات الأربع وهن يلقين التحية للجماهير المحتشدة في غزة، ويقول: “صورة النصر الكامل”.
وبعد تسليم المحتجزات الإسرائيليات، بدأت حافلات تقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم في الوصول إلى رام الله وغزة ومصر دون تأخير، كما حدث في الدفعة الأولى من عملية التسليم، بينهم أقدم أسير فلسطيني محمد الطوس، وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد اعتقاله عام 1985.
تفاعل واسع على وسائل التواصل
إلى ذلك، تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع عملية التبادل على نطاق واسع، إذ علق الباحث زين عياري، على مشهد تسليم المحتجزات الإسرائيليات بالقول: “القلقون داخل إسرائيل والمتشاجرون من العرب حول هوية المنتصر: إسرائيل أم المقاومة..”.
وأضاف: “هذه يا جماعة ببساطة معركة إعلامية وليست نتيجة، وهي استمرار للمعركة العسكرية على الأرض، والسياسية في الغرف المغلقة.. حماس ببساطة بهذه الصورة تحاول إيصال رسالة للجميع بأنهم موجودون، وأي ترتيب لليوم التالي للحرب دونهم لن يكون”.
من جهته، قال علي نمس: “سيبقى مشهد الدمار والموت ووجع الفقد والخذلان هو السيد، وكل ما دون ذلك عبث ومظاهر كاذبة”.
وكتب الصحافي محمد علي: “اللقطات العابرة لتخيلات الأصدقاء قبل الأعداء.. لسه من اثنتي عشرة ساعة السنوار والضيف، والآن طلعوا المجندات عالمسرح بالزي العسكري قبل تسليمهم. إذا، ماذا سيحدث مع اللواء أساف حمامي، الرتبة الأكبر في الأسر يوم تسليمه”.