أعلنت إسرائيل أنها اعترضت فجر اليوم السبت، صاروخًا أطلقه الحوثيون من اليمن، وذلك بعيد تعرّض صنعاء لغارات جوية جديدة.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيان إلى أنّ صاروخًا أُطلق من اليمن اعترضته الدفاعات الجوية فجر السبت “قبل دخوله” أجواء إسرائيل، لافتًا إلى أنّ صفّارات الإنذار دوّت في وسط إسرائيل.
وأتى إطلاق هذا الصاروخ بعيد ساعات على تعرض العاصمة اليمنية لضربة جديدة، أعقبت غارات جوية شنّتها إسرائيل على مطار صنعاء الدولي ومواقع أخرى تابعة للحوثيين.
تنديد أممي
وأدّت الغارات الإسرائيلية على اليمن الخميس إلى مقتل ستة أشخاص، أربعة منهم في المطار. واستهدفت الغارات مطار صنعاء بينما كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس يستعدّ، وفريقه فيه لمغادرة العاصمة اليمنية.
وندّد منسّق الأمم المتّحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن جوليان هارنيس، الذي كان موجودًا في مطار صنعاء الخميس حين قصفته إسرائيل، باستهداف موقع “مدني” بضربات جوية، مشدّدًا على أنّ هذا المرفق “حيوي للغاية” لإيصال المساعدات الإنسانية إلى بلد غارق في الحرب منذ 2014.
والجمعة، قال هارنيس خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من اليمن إنّ مطار صنعاء “موقع مدني تستخدمه الأمم المتّحدة”.
وأضاف منسّق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن أنّ هذا المرفق “يُستخدم من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويُستخدم لرحلات جوية مدنية، وهذه هي وظيفته”.
وشدّد المسؤول الأممي على أنّ “أطراف النزاع عليها واجب ضمان عدم ضرب أهداف مدنية”. وأكّد أنّ “الواجب يقع على عاتقهم، وليس علينا. ليس علينا أن نثبت أنّنا مدنيّون”.
وأوضح هارنيس أنّه حين استهدفت الغارات الإسرائيلية مطار صنعاء كان موجودًا في هذا المرفق، إلى جانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، و18 عضوًا آخر من الأمم المتحدة.
وأضاف: “لقد وقعت غارة جوية على بُعد حوالي 300 متر إلى الجنوب من حيث كنّا، وأخرى على بُعد حوالي 300 متر شمالنا”. وأكّد أنّ “الأمر الأكثر رعبًا، هو أنّ هذه الضربات حدثت بينما كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، على متنها مئات اليمنيين، تستعدّ للهبوط”.
ولفت إلى أنّ هذه الطائرة “كانت تهبط وتتحرّك عندما تمّ تدمير برج المراقبة الجوية”، مضيفًا أنه “كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير”.
مرفق حيوي
وتعرّض برج المراقبة لأضرار بالغة جراء الضربة المباشرة التي طالته، لكن رغم ذلك، أعلن نائب وزير النقل في حكومة الحوثيين يحيى السياني أنه تمّ استئناف الرحلات عند الساعة العاشرة صباح الجمعة بالتوقيت المحلي.
وأصيب أحد أعضاء الأمم المتحدة بجروح من جراء تلك الغارات، في حين تمكّن بقية أفراد فريق الأمم المتحدة من العثور على ملجأ آمن داخل عربات مصفّحة. وأكّد المسؤول الأممي أنّه لم يتلقّ “أيّ مؤشّر على ضربات جوية محتملة”.
وشدّد هارنيس على أنّ مطار صنعاء “حيوي للغاية” لمواصلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، البلد الذي خلّفت فيه الحرب المستمرّة منذ 2014 مئات آلاف القتلى وتسبّبت بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وحذّر المسؤول الأممي من أنّه “إذا توقف هذا المطار عن العمل، فستُشلّ العمليات الإنسانية”.
تعليق الخدمات
وجراء الضربة الإسرائيلية، علقت “خدمة الأمم المتحدة لنقل المساعدات الإنسانية” (يونهاس)، الجمعة، رحلاتها إلى مطار صنعاء الدولي بشكل مؤقت. فيما استنكرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، إصابة أحد أعضاء وفد منظمة الصحة.
وقالت ماكين: “هذا أمر غير مقبول، فالعاملون في المجال الإنساني لا ينبغي أن يكونوا هدفًا أبدًا”. وأضافت أنه بسبب هذا الحادث “اضطرت يونهاس إلى تعليق عملياتها مؤقتًا عبر مطار صنعاء الدولي”.
وحذرت من أن هذا “سيؤثر سلبًا على الاستجابة الإنسانية (للمحتاجين باليمن) في وقت تتزايد فيه الاحتياجات بشكل هائل” هناك، دون تقديم أي تفاصيل أخرى على الفور.