تداولت حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، صورة ادّعت أنها لدماء علويين قتلتهم إدارة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع، وفق زعمها.
وبالتحقق من الادعاء وجد موقع “مسبار” للتحقق من صحة الصور والأخبار، أن الصورة مفبركة والخبر مضلل، فالصورة تعود إلى عام 2023، وهي ليست لدماء علويين قتلتهم إدارة العمليات بقيادة أحمد الشرع.
وفي 31 مايو/ أيار عام 2023، نشرت وسائل إعلام الصورة المتداولة ضمن مجموعة صور أخرى، وذكرت أنها لنهر بردى في دمشق، بعد أن تغيّر لون مياهه إلى اللون الأحمر بشكل مفاجئ.
بردى مصبوغًا بالأحمر
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصدر في محافظة دمشق قوله: إن سبب تحول لون نهر بردى إلى الأحمر يعود إلى الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، والتي أدت إلى انعكاس لون الأتربة المنحلة (الطين)، خصوصًا بعد تراجع غزارة النبع.
وآنذاك، نشر راديو “روزنة” على موقعه الإلكتروني أنه استطاع الوصول إلى المصدر الأصلي للصور، موضحًا أنه التقطها أثناء مروره بجانب نهر بردى، وبعد أن لاحظ وجود كميات كبيرة من الأتربة في النهر. وأشار الموقع إلى أن ذلك يتوافق مع تصريحات محافظ دمشق، التي تؤكد أن لون النهر تحول إلى الأحمر بسبب ترسب الأتربة المنجرفة.
صورة أعيد تداولها لنهر بردى مصبوغا باللون الأحمر-مواقع تواصل
وأوضح راديو روزنة أن المصدر زوده بصور التقطها في وقت لاحق، أظهرت ارتفاع منسوب الأتربة، لكن لون المياه ظهر فيها بنيًا عكرًا، بعيدًا عن تدرجات اللون الأحمر التي ظهرت في الصور الأولى.
واستبعد مهندسان، أحدهما متخصص في الزراعة والآخر مدني واستشاري تحليل تربة، أن يكون انجراف التربة هو السبب في تغيّر لون نهر بردى إلى الأحمر. وأوضحا أنّ التربة تتحول إلى مياه كدرة تميل إلى اللون القرميدي، وليس كما ظهر في تلك الصور، ورجحا أن يكون سبب تغيّر اللون ناتجًا عن أصباغ كيماوية تُستخدم في الأقمشة.
وأشار راديو رزونة إلى أن ملتقط الصور أفاد بوجود معمل دباغة في المنطقة، دون أن يحدد موقعه بدقة.
ادّعاء.. ورسائل طمأنة
جاء تداول الادعاء بعد أن خرجت مظاهرات نظمها مواطنون سوريون من الطائفة العلوية في 25 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وأعقبت المظاهرات أنباء عن اعتداء طال مقام عالم الدين العلوي، أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي، في مدينة حلب.
وفي السياق، أكدت وزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، أن مقاطع الفيديو التي توثق الاعتداء قديمة، وأنها صوّرت أثناء تحرير مدينة حلب في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، من طرف “مجموعة مجهولة” تهدف إلى “إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري”.
ومنذ تقدم فصائل إدارة العمليات العسكرية إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات النظام السوري السابق، أرسلت الإدارة رسائل عدة لطمأنة العناصر والضباط الذين يعلنون انشقاقهم عن النظام، كما طمأنت الأقليات مثل الأكراد والشيعة والعلويين والمسيحيين، بأنهم غير مستهدفين من قبل الإدارة العسكرية.