عاد اسم المقررة الأممية الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، إلى الواجهة من جديد مع تمديد مهمتها رغم ضغوط الاحتلال، بعدما برزت مع شن حرب الإبادة على الفلسطينيين.
فرغم الضغوط التي تواجهها المؤسسات الأممية من قبل الاحتلال وحلفائه لمنع أي إدانة لانتهاكاته في الأراضي الفلسطينية، لم توفر ألبانيز، المحامية الدولية والباحثة الأكاديمية الإيطالية، جهدًا في إدانة الجرائم التي يرتكبها.
وقد وصل ذلك إلى درجة أوصت معها المقررة الأممية بإعادة النظر في عضوية تل أبيب في الأمم المتحدة أو تعليقها، إلى أن تتوقف عن انتهاك القوانين الدولية وتنهي الاحتلال.
ولطالما انتقدت ألبانيز الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينين في أكثر من مناسبة، ووصفتها بأنها إبادة جماعية.
وقالت في لقاء أُجري معها إنه “من الواضح تمامًا أن ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين في غزة وصل إلى مستوى صادم وبشع لم يسبق له مثيل”.
وأضافت: “حتى مع وجود منكري الإبادة الجماعية، فإن ذلك لا يغير الحقيقة. كلما تعمق الناس في البحث وربطوا الوقائع، أدركوا حجم الجريمة. والآن، ظهر باحثون مرموقون في دراسات الإبادة الجماعية والتاريخ أكدوا أنها إبادة جماعية”.
تمديد مهمة فرانشيسكا ألبانيز
وانتهت مهمة ألبانيز في تولي منصب المقررة الخاصة في الأراضي المحتلة، والتي امتدت لثلاث سنوات بدأتها عام 2022، وشنت منظمات موالية لإسرائيل حملة ضغوط مكثفة لمنع تجديد ولايتها.
إلا أن المجلس الأممي لحقوق الإنسان مدد مهمة ألبانيز لثلاث سنوات إضافية، وذلك بعد تصويت المجلس لصالح إبقائها حتى عام 2028، رغم مساعي إسرائيل والمجر والأرجنتين لعرقلة هذا القرار.
وبعد تمديد مهمتها، كتبت ألبانيز على منصة “إكس”: “النور يجد طريقه دائمًا.. استمروا في التألق”.
وأثار قرار التمديد هذا، موجة غضب عارمة في إسرائيل، سواء على المستوى الإعلامي أو الرسمي.
وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون: “إن تجديد ولاية فرانشيسكا ألبانيز وصمة عار في جبين المنظمة الدولية”، على حد زعمه.
وادّعى أن فرانشيسكا ألبانيز “معادية للسامية وسيئة السمعة، لم تعبر مرارًا وتكرارًا عن وجهات نظر متحيزة ضد إسرائيل فقط، بل عبرت أيضًا عن خطاب بغيض يستهدف الشعب اليهودي بكامله”، وفق تعبيره.
وتابع: “تصريحاتها تعكس استعارات لا أساس لها من الصحة، ومعادية للسامية.. ندعو الأمين العام الأممي والأمم المتحدة بأسرها إلى عدم إعطاء منبر للمرأة التي تحمل آراء عنصرية وتنشر الأكاذيب باسم المنظمة”، وفق زعمه.
وعنونت “تايمز أوف إسرائيل” خبرا لها على الشكل التالي: “المحققة الأممية المناهضة لإسرائيل تحتفظ بمنصبها رغم محاولات أميركية وأوروبية لعزلها”.
على الجانب الآخر، لاقى خبر تمديد ولاية فرانشيسكا ألبانيز ترحيبًا لدى الأوساط الحقوقية الدولية والفلسطينية.
فقال الكاتب والناشط الإيراني السويدي تريتا بارسي: “تهانينا للمتميزة فرانشيسكا ألبانيز على أدائها الرائع. رغم المحاولات غير النزيهة للإطاحة بها، صوّت المجلس الأممي لحقوق الإنسان لصالح بقائها في منصب المقررة الخاصة للأراضي الفلسطينية حتى عام 2028”.
بدوره، قال الصحافي الإيطالي باولو موسيتي عن ألبانيز: “إنها تتمتع بأسلوب مشاكس ومقاتل أكسبها رؤية واسعة وأعداء أقوياء، ومع ذلك تم الاعتراف بحجمها وعملها على أنها جديرة بهذا العمل من قبل عدد لا يحصى من الخبراء والأكاديميين”.
أمّا السياسية والأكاديمية الدكتورة الفلسطينية حنان عشراوي، فقالت موجهة كلامها لألبانيز: “عزيزتي فرانشيسكا.. نورك يضيء، وتحتفل فلسطين بتجديد ولايتك.. ابقي قوية.. ابقي إنسانة.. أنت قارئة للمستقبل”.