في إطار الحراك الزراعي، الذي تقوده وزارة البيئة والمياه والزراعة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، استعرض المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة «استدامة»، خلال مشاركته في «المعرض الزراعي السعودي 2025»، مجموعة من الأبحاث التطبيقية التي تُجسد التوجه العلمي للمملكة في تطوير الممارسات الزراعية ورفع كفاءة الإنتاج.
وكان وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي قد افتتح، يوم الاثنين، فعاليات النسخة الثانية والأربعين لـ«المعرض الزراعي السعودي 2025»، الذي يستمر لمدة أربعة أيام، بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة أكثر من 446 جهة وشركة من 34 دولة، من بينها إحدى عشرة مشاركة رسمية.
وتنوّعت الدراسات، التي عرضها المركز للزوار، والتي برز من بينها مشاريع بحثية عن الزعفران والفلفل الحلو والبيوت المحمية الذكية، ركّزت جميعها على تحسين كفاءة الموارد وتقليل استهلاك المياه والطاقة وزيادة الإنتاجية، بما يسهم في رفع العائد الاقتصادي للمزارع، وتعزيز استدامة المحاصيل عالية القيمة.
وتناولت دراستان متوازيتان موضوع زراعة الزعفران، شملتا أثر الكثافة النباتية ونمط الزراعة على إنتاج «كرماته» و«مياسمه» داخل البيوت المحمية، في تجربة علمية تُعد الأولى من نوعها بالمملكة، حيث أظهرت نتائجها إمكانية رفع الإنتاج بنسب ملحوظة، من خلال موازنة توزيع النبتات، وتحسين ظروف الإضاءة والتغذية.
كما قدَّم «استدامة» دراسة بحثية حول تأثير درجة الحرارة في البيوت المحمية على إنتاج الفلفل الحلو، تشير إلى تأثير الضبط الحراري الدقيق على جودة الثمار وكفاءتها التسويقية. كذلك تناولت دراسة أخرى نموذجاً لتصميم بيت محمي ذكي يستخدم مياه التبريد الناتجة من الأسطح الجانبية لتخفيض درجات الحرارة الداخلية، وتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى في البيئات الحارّة.
ويعكس الحضور البحثي لـ«استدامة» في المعرض الدور المتنامي للقطاع العلمي في رسم مستقبل الزراعة بالمملكة، حيث يجسد المركز أداة تنموية تسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، عبر تحويل المعرفة العلمية إلى تطبيقات عملية تدعم المزارعين وتُمكّنهم من تبنّي أنظمة الزراعة الحديثة، بالتكامل مع البرامج الوطنية في الزراعة الذكية والمائية والمحمية.
يُذكر أن فعاليات المعرض تستمر حتى 23 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمشاركة جهات وطنية ودولية تستعرض أحدث التقنيات والحلول التي تدعم تطور القطاع الزراعي، وتعزّز مكانة المملكة بصفتها مركزاً للابتكار الزراعي في المنطقة.
ويستعرض أحدث التقنيات والحلول والابتكارات، في مجالات الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي، بما يعكس التطور الكبير الذي يشهده القطاع الزراعي بالمملكة، ومساهمته في تعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لكثير من المحاصيل والمنتجات الزراعية؛ مما أسهم في استدامة الإنتاج الغذائي، وفقاً لمستهدفات «رؤية 2030».