تيباس لـ : نريد إقامة مباريات من «لاليغا» في السعودية

في وقتٍ يواصل فيه الدوري الإنجليزي الممتاز فرض هيمنته المالية على كرة القدم العالمية عبر صفقات ضخمة وأرقام قياسية، يرى خافيير تيباس، رئيس «رابطة الدوري الإسباني (لاليغا)»، أن تفوق الأندية الإنجليزية اقتصادياً لا يعني بالضرورة تفوقها رياضياً أو إدارياً. تيباس تحدث في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» عن استراتيجيات الدوري الإسباني لمواجهة هذه القوة المالية، كما كشف عن خطط «الرابطة» لإقامة مباريات رسمية خارج الأراضي الإسبانية، سواء في الولايات المتحدة وفي السعودية، مؤكداً في الوقت نفسه على التعاون الوثيق مع الرياض في مكافحة القرصنة وتعزيز النقل التلفزيوني، ومشيداً بتجربة منصة «ثمانية» التي تبث الدوري السعودي بأسلوب مبتكر.

> كيف يتعامل الدوري الإسباني مع القوة المالية لأندية الدوري الإنجليزي؟

– الدوري الإنجليزي يمتلك القوة الاقتصادية الكبرى منذ عام 2010. ومع ذلك، فإن عوائده ليست مثل التي نحققها في الدوري الإسباني. نحن نضع أولوية لعدم خسارة الأندية أموالاً، وهذا لا يحدث في «البريميرليغ». وحين نتواجه مع أندية «البريميرليغ» في دوري أبطال أوروبا مثلاً، فإنكم تلاحظون تفوق الأندية الإسبانية، رغم تفوق الأندية الإنجليزية في الصرف. لدينا توازن في دَورِيِّنا ونحقق عوائد كبيرة رغم أننا لا نمتلك القوة الاقتصادية نفسها.

خافيير تيباس يتحدث لصحيفة “الشرق الأوسط” (الشرق الأوسط)

> كيف ترى إطلاق قناة «ثمانية»؟

– منصة «ثمانية» واعدة وأصبحت مهمة جداً؛ لأنها تنقل مسابقات الدوري السعودي لكرة القدم بأساليب مبتكرة. ونحن في «رابطة الدوري الإسباني» نعمل على نقل خبراتنا إليها، وستحظى بكامل دعمنا.

> ما أوجه التعاون المقبلة بين «رابطة الدوري الإسباني» وقناة «ثمانية»؟

– نتعاون مع قناة «ثمانية» في مجالات مهمة عدة، أبرزها: تحسين جودة النقل، وتطوير طرق البث، ومكافحة القرصنة.

> ما أبرز الاتفاقيات بين «رابطة الدوري الإسباني» و«هيئة الملكية الفكرية» السعودية بشأن القرصنة؟

– وقعنا أكثر من اتفاقية مع «هيئة الملكية الفكرية» السعودية، كما نجري محادثات مستمرة معها. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024 بدأنا أول تعاون لحجب محاولات القرصنة خلال بث المباريات، ونسعى دائماً لمواصلة هذه العلاقة. لقد جئنا إلى السعودية لعقد اجتماعات جديدة مع ممثلي «الهيئة» من أجل بحث أوجه تعاون أخرى في المستقبل.

قنوات ثمانية الرياضية الناقلة للدوري السعودي (الشرق الأوسط)

> لماذا تسعى «لاليغا» لإقامة مباراة في الولايات المتحدة؟

– إقامة المباريات خارج إسبانيا وسيلة لاحترام جماهيرنا في كل أنحاء العالم. نريد تنظيم مباراة خارج الأراضي الإسبانية؛ قد تكون في السعودية أو الولايات المتحدة، حيث نمتلك في البلدين قاعدة جماهيرية كبيرة تتطلع لمتابعة فرق الدوري الإسباني. كما أن نقل المباريات إلى الخارج يمثل مصدراً مهماً جداً للموارد المالية، ليس في يوم المباراة فقط، بل قبلها وبعدها أيضاً، إلى جانب عقود الرعاية. هذه العوائد دفعت بنا إلى التفكير الجدي في خوض المباريات خارج إسبانيا.

> هل تعتقد أن «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)» سيوافق على إقامة مباريات الدوري الإسباني خارج البلاد؟

– لا أعلم إذا ما كان «يويفا» سيوافق أم لا. نعلم أن هناك ضغوطاً كبيرة بشأن هذا الموضوع؛ سواء سياسية وجماهيرية، لكن في البداية لم يكن لدى «الاتحاد» مانع. هناك أوروبيون يعيشون خارج القارة ولديهم الحق في متابعة فرقهم. وإذا رفض «يويفا» ذلك، فإننا سنأسف كثيراً لكرة القدم بشكل عام، ولجماهيرنا خارج أوروبا بشكل خاص.

> برأيك، هل يشكل الدوري السعودي تهديداً للدوريات الأوروبية؟

– لا أراه تهديداً، بل هو مشروع رياضي في طور البناء، ويحق للسعودية أن تسعى لتكون بين الدوريات الكبرى في العالم. الأمر يتعلق بالتنافس، لا بالتهديد، ونحن ندعم هذه الخطوة. الدوريان الإنجليزي والإسباني يمتلكان تاريخاً يزيد على 90 عاماً، وهذا لا يعني أن الدوري السعودي يحتاج إلى المدة نفسها، لكن أي دوري كبير يحتاج ما بين 5 و10 سنوات ليبلغ مرحلة النضج. وأعتقد أنه بحلول عام 2034، الذي ستستضيف فيه السعودية كأس العالم، سيكون الدوري السعودي من بين أكبر دوريات العالم.

شاركها.
Exit mobile version