أحرقت السلطات الجديدة في سوريا كميات كبيرة من المخدّرات، منها نحو مليون من حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، بحسب ما أفاد مصدران أمنيان لوكالة فرانس برس الأربعاء.
فمنذ الانهيار السريع لحكم بشار الأسد، عُثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من أقراص الكبتاغون المكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية، لتؤكد صحة التقارير عن دور النظام السوري السابق في صناعة هذه المادة المخدرة المحظورة وتصديرها الى العالم.
إحراق نحو مليون حبة كبتاغون
وقال مصدر في إدارة الأمن العام: “قامت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة السورية الجديدة بالعثور على مستودع للمواد المخدرة أثناء تمشيط العاصمة دمشق، وبالتحديد داخل المربع الأمني في منطقة كفرسوسة”.
وأكد مصدر ثانٍ العثور على “ما يقارب أو يفوق المليون حبة.. قمنا بحرقها على الفور”.
وأفادت وكالة “فرانس برس، بأنّ “عناصر أمن أشعلوا النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو 50 كيسًا صغيرًا تحتوي على حبوب كبتاغون وردية اللون”.
وفي الأيام التي تلت سقوط الأسد، عثر مقاتلو المعارضة على عدة مواقع في مختلف أنحاء البلاد، حيث يتم إنتاج المخدر وإعداده للتصدير.
وأشارت مقاطع فيديو جرى تداولها عبر الإنترنت من قبل حسابات تابعة لهم، إلى أنهم أشعلوا النار في الحبوب أو تخلصوا منها في بالوعات الصرف.
كما تم ضبط وإتلاف كميات هائلة من حبوب الكبتاغون في مراكز عدة كانت تابعة للنظام السوري، بدءًا من مطار المزة العسكري بدمشق وصولًا إلى منازل قريبة من النظام، مثل منزل ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة الذي لطالما ربطت حكومات غربية التجارة غير المشروعة به.
وكان ماهر الأسد قائدًا عسكريًا وشقيق رئيس النظام السوري المخلوع، ويفترض الآن أنه هارب. ويُتهم على نطاق واسع بأنه المسؤول عن تجارة الكبتاغون المربحة، وفق فرانس برس.
أما عضو مجلس الشعب سابقًا عامر خيتي، ففرضت عليه الحكومة البريطانية عقوبات وقالت إنه “يسيطر على العديد من الشركات في سوريا التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات”.
ودعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات الحرب المستمرة منذ 13 عامًا حكومة الأسد، التي سقطت في عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل المعارضة السورية.
وحوّل الكبتاغون سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات سوريا متجاوزًا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقًا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.
والكبتاغون هو الاسم التجاري لمنشط تم إنتاجه لأول مرة في ألمانيا في ستينيات القرن العشرين للمساعدة في علاج مشاكل الانتباه، بما في ذلك اضطرابات نقص الانتباه والنوم القهري (الخدار).
وفيما توقف إنتاجه، استمر إنتاج نسخة غير مشروعة من المخدر تعرف باسم “كوكايين الفقراء” في أوروبا الشرقية، وفي وقت لاحق في العالم العربي.
وذاع صيته في الصراع الذي اندلع في سوريا بعد قمع النظام للاحتجاجات المناهضة له في العام 2011.