أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، على اقتحام عدة بلدات ومدن في الضفة الغربية، منفذًا حملة اعتقالات طالت العديد من الفلسطينيين.
ويأتي ذلك فيما تتواصل العملية العسكرية في مخيم طولكرم لليوم الثاني، في تصعيد انتهجته تل أبيب في الضفة منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
اعتقالات واقتحامات
قامت قوات الاحتلال في وقت مبكر من اليوم باعتقال سبعة مواطنين من مناطق مختلفة في مدينة بيت لحم، بينهم معتقلان محرران. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل من ضمنهم أمين سر حركة فتح في مخيم عايدة شمال بيت لحم.
وأشارت “وفا” إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت مواطنين اثنين، واحتجزت أكثر من 50 آخرين من محافظة الخليل، حيث قامت قوة إسرائيلية باحتجاز أكثر من 50 مواطنًا، ونكّلت بهم خلال اقتحام قرية الطبقة. كما داهمت عددًا من المنازل في بلدتي ترقوميا وتفوح غرب الخليل، وأخرى في مدينة الخليل، وفتشتها، وعبثت بمحتوياتها.
من جهة أخرى، تواصل قوات الاحتلال إغلاق مداخل المخيمات والبلدات ومداخل مدينة الخليل بالبوابات الحديدية، وشدّدت إجراءاتها على حارات البلدة القديمة وعند الحواجز العسكرية المؤدية إلى الحرم الإبراهيمي.
وطالت الاعتقالات كذلك شابين من مخيم قلنديا وبلدة البيرة، كما داهمت قوات الاحتلال منزل الشهيد جعفر دبابسة في بلدة الباذان شمال شرق نابلس، وعاثت خرابًا بمحتوياته قبل انسحابها، وفقًا لوكالة “وفا”، حيث كان الشهيد دبابسة قد استشهد برصاص قوات خاصة فجر الثلاثاء الماضي أثناء وجوده أمام منزله.
وفي بلدة عزون شرق قلقيلية، اعتقلت قوات الاحتلال، شقيقين واعتدت على شاب آخر، بعد اقتحام للبلدة شهد إطلاق قنابل الصوت والغاز السام، مع تفجير عبوة ناسفة، في منزل أحد المواطنين، بعد إجباره وعائلته على إخلاء المنزل، حيث أسفر التفجير عن تدمير جزئي لمحتويات المنزل، وإلحاق أضرار جزئية بمركبة.
الأمر نفسه، شهدته بلدة الزاوية غرب سلفيت، التي اقتحمتها قوات الاحتلال وسط إطلاق قنابل الصوت، قبل مداهمة عدة منازل، كما اعتدت تلك القوات بالضرب على شقيقين، ما أدى لإصابتهما بجروح متفاوتة، ونقلهما للمشفى.
عدوان على طولكرم
وتأتي تلك الانتهاكات الميدانية الإسرائيلية، مع مواصلة جيش الاحتلال عملياته لليوم الثاني على التوالي في مدينة طولكرم، ومخيمي نور شمس وطولكرم شمالي الضفة الغربية.
وقالت وكالة “الأناضول” إن الجيش الإسرائيلي وسّع عملياته في مدينة طولكرم ومخيمها، حيث يواصل حصار ومداهمة منازل في مخيم نور شمس، بالإضافة إلى اقتحام أحياء عدة في المدينة، كما دفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية للمخيم، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة مع فلسطينيين، وسماع تفجيرات بين الحين والأخر.
ورافقت جرافات عسكرية القوة الإسرائيلية، وشاركت في تدمير بنى تحتية في المخيمين، فيما قام جيش الاحتلال بتفجير منزل على الأقل في مخيم طولكرم، حيث سمعت أصوات انفجارات بين الحين والآخر، فيما تندلع اشتباكات بين مسلحين والجيش الإسرائيلي.
وقال محافظ طولكرم عبد الله كميل، في بيان: إن “العملية العسكرية في طولكرم جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال، وله أهداف خبيثة، مرتبطة بخطة الاحتلال المستمرة لنشر الفوضى والتدمير والتخريب”.
وأشار إلى أن العملية تهدف أيضًا “لاستنزاف دائم لمقدرات السلطة الفلسطينية، عبر تجريف البنية التحتية واستهداف المحال التجارية، والأملاك الخاصة والعامة، وخلق حالة من عدم الاستقرار”.
وبموازاة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر إجمالًا عن استشهاد 847 فلسطينيًا، وإصابة نحو 6 آلاف و700، وفق معطيات رسمية فلسطينية.