أطلق حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، وابلًا كثيفًا من الصواريخ على إسرائيل، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ مبنى أصيب بالقرب من تل أبيب، قبيل سماع دوي صفارات الإنذار مجددًا في وسط إسرائيل.
وتشير تقديرات القناة 12 الإسرائيلية إلى أن حزب الله أطلق نحو 340 صاروخًا وقذيفة من لبنان تجاه إسرائيل ومواقع العمليات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان.
استهداف قاعدة حيفا البحرية
وبينما تنوعت عملياته وهجماته على مختلف المواقع الإسرائيلية ضمن معادلة “تل أبيب مقابل بيروت”، أعلن حزب الله أنه استهدف اليوم الأحد قاعدة حيفا البحرية (تتبع لسلاح البحريّة في الجيش الإسرائيلي، وتضم أسطولًا من الزوارق الصاروخيّة والغواصات) تبعد عن الحدود اللبنانيّة 35 كلم، شمال مدينة حيفا، برشقة من الصواريخ النوعية.
كما أعلن الحزب أنه استهدف ست دبابات ميركافا إسرائيلية في جنوب لبنان، خمس منها في بلدة البياضة الساحلية الإستراتيجية.
وقال الحزب في ثلاثة بيانات إن مقاتليه دمروا خمس دبابات “عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة”، إحداها أثناء محاولتها “التقدم لسحب دبابة من الدبابات المدمرة”، وأضاف في بيان آخر أنه استهدف بصاروخ موجه دبابة “عند الأطراف الغربية لبلدة دير ميماس”.
كما قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يتزامن القصف المكثف المستمر منذ أسبوعين مع بوادر إحراز تقدم في محادثات لوقف إطلاق النار تقودها الولايات المتحدة.
وقال حزب الله إنه أطلق صاروخين موجهين على مواقع عسكرية في تل أبيب ومناطق قريبة منها، وذلك بعد أن توعد في وقت سابق بالرد على الهجمات على بيروت باستهداف تل أبيب.
أضرار شرق تل أبيب
ولم ترد بعد تقارير من إسرائيل عن وقوع أضرار، لكن هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) نشرت لقطات لشقة تضررت بنيران الصواريخ في بيتح تكفا شرقي تل أبيب. وأظهرت لقطات بثتها خدمة (نجمة داوود الحمراء) للإسعاف سيارات مشتعلة في بيتح تكفا.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن حزب الله أطلق 170 صاروخًا على إسرائيل اليوم الأحد معلنًا اعتراض عدد كبير منها، لكنه أضاف أن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا بشظايا صاروخ.
وأظهر مقطع مصور حصلت عليه “رويترز” انفجار مقذوف عند اصطدامه بسقف مبنى في مدينة نهاريا بشمال إسرائيل.
وحذرت إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي من أنها تعتزم استهداف منشآت لحزب الله في جنوب بيروت قبل توجيه ضربات قالت مصادر أمنية في لبنان إنها دمرت مبنيين سكنيين.
دعم الجيش اللبناني
إلى ذلك، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الأحد، إن إسرائيل لم تصدر ردًا نهائيًا بعد على الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار.
وأضاف في بيروت بعد لقائه بمسؤولين لبنانيين “يجب الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله لقبول الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار”.
وركزت الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى الحرب بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
وفي غضون ذلك، قال الجيش اللبناني اليوم الأحد إن جنديًا على الأقل استشهد وأصيب 18 آخرون في الهجوم الإسرائيلي الذي ألحق أضرارًا جسيمة بمركز للجيش في “العامرية على طريق القليلة-صور” في الجنوب.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن الهجوم “يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701”.
وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتخصيص 200 مليون يورو (208 ملايين دولار) لدعم الجيش اللبناني.
غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت
وفي سياق متصل، شن جيش الاحتلال غارتين جويتين على ضاحية بيروت الجنوبية الأحد بعد نحو ساعة من إصداره إنذارا بالإخلاء، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.
وقالت الوكالة: “شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين عنيفتين على الضاحية الجنوبية لبيروت – منطقة الكفاءات”.
وأضافت الوكالة أن “الغارتين تسببتا بدمار هائل على رقعة جغرافية كبيرة”.
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق الأحد على منصة “إكس” من أن الجيش سيضرب “منشآت ومصالح تابعة لحزب الله” في الحدث وبرج البراجنة، ناشرًا خرائط للمناطق التي نبه إلى وجوب إخلائها.