أثارت العواصف الرملية القوية التي ضربت مناطق عدة في شبه الجزيرة العربية لليوم الثاني على التوالي تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف صحية وبيئية واضحة على سكان المناطق المتضررة.
وشهدت دول عدة -أبرزها العراق والكويت وأجزاء من السعودية وقطر- موجة من العواصف الترابية الشديدة أدت إلى حالات اختناق بالآلاف وتعطيل الحركة المرورية وتحويل الدراسة عن بعد أو إلغائها في بعض المناطق.
وبدأت العاصفة الرملية باجتياح العراق، حيث ضربت الرياح الشديدة مدن النجف والديوانية والبصرة والمثنى وغيرها في جنوب ووسط البلاد، وتبعد النجف عن العاصمة بغداد أكثر من 130 كيلومترا.
ووثقت فيديوهات منتشرة للعاصفة في العراق الجو الأحمر الداكن ومشاهد مرعبة لتحول نهار النجف إلى ليل في غضون ثوانٍ، مع صعوبة الرؤية على الطرقات إلى أقل من 500 متر وانعدامها تماما في بعض المناطق.
وتسببت العاصفة في توقف حركة الملاحة الجوية بمطاري النجف والبصرة الدوليين، كما أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق متفرقة، وأعلنت محافظة البصرة تعطيل الدوام الرسمي بعد تسجيل عدد من الحوادث المرورية.
وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية العراقية أن العاصفة نتجت عن رياح قادمة من شرق السعودية بسبب عدم الاستقرار الجوي وتذبذب درجات الحرارة، في حين أعلنت وزارة الصحة إصابة أكثر من 3700 شخص بالاختناق جراء العاصفة الترابية.
وأشارت الوزارة إلى أن معظم المصابين في البصرة والنجف، وعانى أكثر من ألف شخص منهم من مشاكل في الجهاز التنفسي دون تسجيل أي وفاة أو إصابات خطيرة تستدعي دخول العناية المركزة.
العاصفة تمتد
وامتدت العاصفة الرملية الشديدة إلى دولة الكويت من الجهة الغربية، إذ أصدرت إدارة الأرصاد الجوية الكويتية تحذيرات للسكان بانعدام الرؤية بعد مسافة أكثر من 100 متر، وناشدتهم ضرورة البقاء في المنازل.
كما أعلنت وزارة التربية الكويتية تحويل الدراسة عن بعد بسبب العاصفة، في حين امتدت آثار العاصفة إلى قطر ومناطق شرق ووسط السعودية، لكنها وصلت على شكل غبار مع تحذيرات من الأرصاد الجوية من رياح نشطة إلى قوية.
ورصد برنامج شبكات (2025/4/15) جانبا من تعليقات المغردين بشأن العواصف الترابية التي اجتاحت دولا عربية، ومنها ما كتبته فرح “اختنقنا والله، والمستشفيات طول اليوم يجوها ناس انصابوا باختناق.. آني أول مرة تمر عليّ هيج عاصفة ترابية”.
وغرد طاهر “الصحراء والأرض الجرداء بلا زراعة وبناء أو أي نشاط بيئي وازدياد التصحر في كل عام، هذه هي النتائج: عواصف شديدة”.
وكتب نايف السبيعي “عاصفة مزعجة تأثر منها العراق وأجزاء من الكويت، لا بد من التشجير وعلاج مخلفات البيئة للحصول على ثروة طبيعية وهواء نقي خالٍ من الأضرار”.
أما صلاح فيرى أنه “رغم خطورة هذه العواصف فإن لها فائدة طويلة الأمد إذا تبعتها أمطار تخفض نسبة التلوث البيئي من المواد الكيميائية في الهواء والتربة وتوقف ملوثات الإشعاع بنسبة 100%”.
وغرد فهد الصقري “العاصفة لها تأثير كبير جدا في زيادة التصحر وتدهور الأراضي وتلف المحاصيل، مما يؤثر سلبا على كمية الغذاء وجودته، وأيضا تؤثر سلبا في جودة الهواء، ولها آثار ضارة على الصحة”.
ومن المتوقع أن تنخفض حدة العاصفة في العراق والكويت خلال الساعات المقبلة، لكن خبراء المناخ يحذرون من أن العواصف الترابية قد تزداد سوءا في العراق خلال السنوات المقبلة.
وتعتبر الأمم المتحدة العراق إحدى الدول الخمس الأكثر تأثرا بمظاهر التغير المناخي، مما يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية وتدابير بيئية للحد من آثار هذه الظواهر المناخية المتطرفة.