حذرت مسقط من تنامي التصعيد العسكري القائم بين إسرائيل وإيران، وكثفت اتصالاتها الدبلوماسية لدعم تجنيب المنطقة خطر التصعيد. يأتي ذلك في الوقت الذي تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الأربعاء، رسالة خطية من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في وقت قالت قطر إنها تعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لوضع حد للصراع الإسرائيلي الإيراني.
وقالت «وكالة الأنباء القطرية» إن رسالة الرئيس الإيراني إلى أمير قطر «تتصل بالعلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها».
وكان ماجد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، قد ذكر الثلاثاء أن بلاده ودول المنطقة تتواصل بشكل يومي مع مختلف الأصدقاء والشركاء داخل المنطقة وخارجها، لإنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران. وأضاف أن دولة قطر «تتواصل مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر، والوصول إلى سيناريو ينهي هذا التصعيد الخطير».
وتابع الأنصاري بالقول إن قطر تعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية لعودة التفاوض ووقف التصعيد، بهدف الوصول إلى تهدئة تحفظ هذه المنطقة من الوقوع في شرّ حرب إقليمية لا يمكن توقع نتائجها.
وأشار الأنصاري إلى أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الذي أجرى سلسلة اتصالات مع مسؤولين دوليين أعرب خلال هذه الاتصالات عن استنكار دولة قطر للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، والتي تقوض جهود تحقيق السلام، كما شدد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد، وحل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية.
اتصالات عمانية
في مسقط، ذكرت الخارجية العمانية أن وزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي أجرى محادثات مع نظرائه في الدول العربية إلى جانب شركاء دوليين بارزين، مثل الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس.
تركزت المباحثات وفق المصادر الرسمية العمانية على العمل «لمواجهة التوترات الإقليمية الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية الاستباقية على إيران، والرد الإيراني عليها وسط التصعيد المستمر للأزمة الناجمة منذ فجر الجمعة، وذلك في إطار تواصل جهود سلطنة عُمان الدبلوماسية المكثفة لاحتواء التصعيد الإقليمي».
كما ركّزت هذه الاتصالات على تنسيق المواقف الدولية، وتعزيز الضغط السياسي والقانوني لوقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً، والدفع نحو مسارات تفاوضية شاملة تُعيد الاستقرار وتُجنّب المنطقة مخاطر التصعيد العسكري.
وأكّد وزير الخارجية العماني على ضرورة وقف هذه الحرب المأساوية التي تهدد أمن المنطقة، داعياً إلى تكثيف الضغط الدبلوماسي لاستعادة المسار السياسي.