أعلنت جماعة الحوثي، مساء الأحد، مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين نتيجة غارات أميركية على مبنى سكني في العاصمة اليمنية صنعاء.
وتحدثت قناة “المسيرة” الفضائية التابعة للجماعة على صفحتها بمنصة تلغرام عن “عدوان أميركي على مبنى سكني في مديرية معين في صنعاء”.
وأشارت إلى غارات على العاصمة صنعاء استهدفت مبنى في حي سكني في منطقة عصر، بمديرية معين، بأمانة العاصمة، تسبب في “ارتقاء شهداء وحدوث إصابات في صفوف المدنيين”.
جاء ذلك بعد أن لفت المتحدث باسم الحوثيين أنيس الاصبحي إلى مقتل شخص وإصابة 13 آخرين منهم 3 أطفال في حصيلة أولية، فيما نقلت القناة التابعة للجماعة صورًا أظهرت ركام مبنى انهار بالكامل.
تجدد الغارات على اليمن
ولم تؤكد الولايات المتحدة على الفور ما إذا شنّت ضربات على صنعاء، لكن مسؤولًا عسكريًا أفاد وكالة فرانس برس بأن “القيادة العسكرية المركزية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) تشن كل نهار وكل ليلة ضربات على مواقع عدة للحوثيين المدعومين من إيران”.
وبالتزامن مع ذلك شن الطيران الأميركي أيضًا غارات على مناطق متفرقة في الحديدة (غرب)، وفق ذات المصدر، كما أفادت قناة المسيرة بأن “الطيران الأميركي شن غارتين على محيط مدينة صعدة شمالي البلاد، دون ذكر وقوع ضحايا بشرية”
وتأتي هذه الغارات على صعدة، بعد سلسلة غارات شنها الطيران الأميركي مساء السبت وفجر الأحد، استهدفت مديريتي كتاف وساقين بذات المحافظة، ومطار الحديدة وميناء الصليف، ومناطق في محافظة مأرب.
تصعيد في البحر الأحمر
في 15 مارس/ آذار الجاري، أعلنت الولايات المتحدة إطلاق هجوم عسكري جديد، متوعّدة باستخدام القوة الساحقة إلى أن يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن التي تسلك مسارات الشحن الرئيسية في البحر الأحمر وخليج عدن.
في ذاك اليوم شنّت الولايات المتحدة سلسلة غارات قال مسؤولون إنها قتلت قياديين حوثيين، فيما أفادت وزارة الصحة التابعة للجماعة بأنها أوقعت 53 قتيلًا.
وشنّ الحوثيون عشرات الهجمات على أهداف إسرائيلية وسفن شحن في البحر الأحمر خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدين أنها تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين، لكنهم أوقفوا عملياتهم مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2025.
في وقت سابق من الشهر الحالي، أعلن الحوثيون أنهم “سيستأنفون حظر عبور” السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، ومضيق باب المندب وخليج عدن، مؤكدين أن الحظر “سيستمر” حتى تعيد إسرائيل فتح المعابر إلى قطاع غزة، ودخول المساعدات والاحتياجات من الغذاء والدواء.
تنسيق أميركي إسرائيلي
وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز أوضح الأحد، أنّ ثلاثة أرباع حركة الشحن الأميركية التي يجب أن تمر عبر البحر الأحمر تضطر حاليًا إلى تجنّب المنطقة والمرور عبر الساحل الجنوبي لإفريقيا، بسبب الضربات التي ينفّذها الحوثيون.
وقال والتز عبر شبكة “سي بي إس”، إنّ “75% من شحناتنا البحرية التي ترفع العلم الأميركي تضطر إلى المرور عبر الساحل الجنوبي لإفريقيا بدلًا من قناة السويس”.
وفي الأيام الأخيرة أعلن الحوثيين شن هجمات تستهدف إسرائيل، متوعّدين بالتصعيد بعد استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وخلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء أمس أن “الحكومة الأميركية مصممة على إعادة أرساء حرية الملاحة في البحر الأحمر عبر عمليات عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران”.
ووفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون بارنيل، هاجم الحوثيون “سفنًا حربية أميركية 174 مرة وسفنًا تجارية 145 مرة منذ عام 2023”.
وقال مايك والتز عبر “سي بي إس” الأحد إنّ “الرئيس ترمب قرر ضرب الحوثيين وضربهم بقسوة، على عكس الإدارة السابقة” خلال عهد الرئيس جو بايدن.
وأضاف مستشار البيت الأبيض أن “الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، والحفاظ على التجارة مفتوحة، هو جانب أساسي من أمننا القومي” في مواجهة الحوثيين الذين “يملكون صواريخ كروز متطورة وصواريخ بالستية وبعض أكثر الدفاعات الجوية تطورًا، وكلّها قدّمتها إيران”.