في ثاني أيام عيد الفطر، استُشهد 35 فلسطينيًا في قطاع غزة جراء غارات إسرائيلية متفرقة استهدفت مناطق سكنية ضمن تصعيد مستمر لحرب الإبادة التي دخلت شهرها الـ18.
وفي أحدث الغارات، استُشهد 6 فلسطينيين، بينهم أطفال، في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعًا للمدنيين وسط مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
واستهدفت غارة إسرائيلية عنيفة مجموعة من المدنيين بينهم أطفال كانوا يحتفلون بالعيد وسط مدينة خانيونس، مما أوقع 6 شهداء على الأقل وعددًا من الجرحى.
وبالتزامن، استُشهد 3 فلسطينيين، بينهم طفلان، في قصف استهدف منزلاً في بلدة عبسان شرقي خانيونس، حسب ما أفاد مسعفون فلسطينيون.
كما قتلت غارة إسرائيلية أخرى على منزل في خانيونس جنوبي القطاع، طفلين فلسطينيين وأصيب عدد من الأشخاص.
وسبق ذلك، استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة عدد آخر، في قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي شمالي مدينة خانيونس.
كما استُشهد فلسطينيان وجرح آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة النجار في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس.
شهداء في دير البلح والنصيرات
ووسط القطاع، استُشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي على بلدة المصدر شرقي دير البلح، حسب مصادر طبية في مستشفى “شهداء الأقصى” وسط المدينة.
وفي وقت متزامن، أسفر قصف آخر عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في بلدة السوارحة غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع.
كذلك استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية 3 مزارعين فلسطينيين جنوبي وادي أبو رشيد شرقي مخيم المغازي وسط القطاع، ما أدى إلى استشهادهم على الفور.
وخلال ساعات الليل وفجر الإثنين، استهدفت طائرات إسرائيلية ثلاثة منازل مأهولة في مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة عدد كبير، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
أوامر إخلاء ونزوح الآلاف
وكان نزح آلاف الفلسطينيين صباح الإثنين، من مناطق واسعة بمدينتي رفح وخانيونس جنوبي قطاع غزة، استجابةً لأوامر إخلاء أصدرها الجيش الإسرائيلي، في ثاني أيام عيد الفطر.
وفي وقت سابق الإثنين، أنذر الجيش الإسرائيلي، سكان مناطق واسعة في جنوب القطاع بإخلاء منازلهم قبل مهاجمتها.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، إن الجيش ينذر الفلسطينيين في مدينة رفح ومنطقتي المنارة وقيزان النجار شرقي مدينة خانيونس، بإخلاء منازلهم فورا.
وأضاف في منشور على منصة إكس: “عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي”، غربي خانيونس.
المكتب الحكومي يطالب بتحقيق دولي
في غضون ذلك، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية، لكشف ملابسات استشهاد 15 عاملًا في المجال الإنساني برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأدان المكتب في بيان، بـ”أشد العبارات الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإعدامه 15 من العاملين في المجال الإنساني خلال مهمة لإجلاء مصابين في رفح، بينهم 8 من الهلال الأحمر الفلسطيني، و6 من جهاز الدفاع المدني، وموظف بوكالة الأونروا، بعد استجابتهم لنداء استغاثة عاجل”.
والأحد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انتشال 14 جثمانًا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة قبل نحو أسبوع، بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
وجاء هذا بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع عدد شهداء المجزرة إلى 15.
أكثر من 1000 شهيد منذ 18 مارس
ووصف المكتب الإعلامي الحكومي ما جرى بجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، محملاً “إسرائيل والإدارة الأميركية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا”، المسؤولية الكاملة عنها.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة الهيئات الحقوقية والإنسانية إلى اتخاذ خطوات عملية وفورية لمحاسبة إسرائيل على هذه المجازر.
وطالب بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لكشف تفاصيل هذه الجريمة الوحشية وتقديم مرتكبيها للعدالة.
والأحد، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير المواطنين الفلسطينيين من القطاع.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل قد انتهت مطلع مارس/ آذار الماضي. وبدأ سريان الاتفاق في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من إطلاق المفاوضات الخاصة ببدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الجاري، استجابة للجناح الأشد تطرفًا في حكومته اليمنية، وفق إعلام عبري.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة، في 18 مارس/ آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى صباح السبت 1001 فلسطيني وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.