يعد السكري مرضًا شائعًا ويضم أنواع عدة أبرزها النوعان الأول والثاني بالإضافة إلى النوع الوسطي، النوع 1.5 الذي لم يسمع عنه كثيرون.
ويُعرف مرض السكري من النوع 1.5 باسم مرض السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين (LADA)، ويتميز بأنه يجمع سمات مرض السكري من النوعين الأول والثاني.
وداء السكري هو مجموعة من الحالات التي تنشأ عندما تكون مستويات الغلوكوز أي السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 422 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من مرض السكري، ويعيش غالبيتهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتعزى 1.5 مليون حالة وفاة مباشرة إلى مرض السكري كل عام.
السكري من النوع الأول
ومرض السكري من النوع الأول هو حالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم ويدمر الخلايا الموجودة في البنكرياس التي تصنع هرمون الإنسولين، ما يؤدي إلى إنتاج نسبة قليلة جدًا من الإنسولين أو عدم إنتاجه على الإطلاق.
ويعمل الأنسولين على نقل الغلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لاستخدامه في الطاقة، لذا يحتاج المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى دواء الأنسولين يوميًا. وعادة ما يظهر مرض السكري من النوع الأول عند الأطفال أو الشباب.
السكري من النوع الثاني
أمّا مرض السكري من النوع الثاني، فهو ليس حالة من أمراض المناعة الذاتية، بل يحدث ذلك عندما تصبح خلايا الجسم مقاومة للأنسولين بمرور الوقت. فلا يعود البنكرياس قادرًا على إنتاج كمية كافية من الإنسولين للتغلب على هذه المقاومة. على عكس السكري من النوع الأول، لا يزال الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني ينتجون بعض الأنسولين.
ورغم أن السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا عند البالغين لكنه يظهر بشكل متزايد عند الأطفال والشباب.
السكري من النوع 1.5
وبالمقارنة مع مرض السكري من النوعين الأول والثاني، كانت هناك أبحاث أقل بكثير حول مدى شيوع مرض السكري من النوع 1.5، وخاصة بين السكان غير الأوروبيين.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ففي عام 2023، قدر أن مرض السكري من النوع 1.5 يمثل 8.9% من جميع حالات مرض السكري. وهو شبيه بالسكري من النوع الأول.
ويحدث النوع 1.5 عندما يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين. لكن الأشخاص المصابين بالنوع 1.5 غالبًا لا يحتاجون إلى الإنسولين على الفور لأن حالتهم تتطور بشكل أبطأ.
قد يحتاج مريض السكري من النوع 1.5 إلى حقن الإنسولين- غيتي
وسيحتاج معظم الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 1.5 إلى استخدام الإنسولين في غضون خمس سنوات من التشخيص، في حين أن المصابين بالنوع الأول يحتاجون إليه عادةً بعد التشخيص.
وعادة ما يتم تشخيص مرض السكري من النوع 1.5 لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عامًا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى طبيعة التقدم البطيء للحالة.
ويشترك مرض السكري من النوع 1.5 في عوامل الخطر الوراثية وعوامل المناعة الذاتية مع مرض السكري من النوع الأول. ومع ذلك، فقد أظهرت الأدلة أيضًا أنه قد يتأثر بعوامل نمط الحياة مثل السمنة وقلة النشاط البدني والتي ترتبط بشكل أكثر شيوعًا بمرض السكري من النوع الثاني.
أعراض السكري من النوع 1.5
تختلف أعراض مرض السكري من النوع 1.5 بشكل كبير من شخص إلى آخر وقد لا يشعر بعض المرضى بأي أعراض على الإطلاق. لكن يمكن تلخيص الأعراض بالتالية، وفقًا للمكتبة الوطنية الأميركية للطب:
- الشعور بالعطش الشديد
- التبول المتكرر
- التعب
- عدم وضوح الرؤية
- فقدان الوزن اللاإرادي
سبل العلاج
ولا توجد استراتيجيات إدارة أو علاج مقبولة عالميًا لمرض السكري من النوع 1.5. وعادة، يتم علاج المرضى بالأدوية عن طريق الفم للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي.
واعتمادًا على التحكم في مستوى الغلوكوز والأدوية التي يستخدمونها، قد يحتاج الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 1.5 إلى مراقبة مستويات الغلوكوز في الدم بانتظام طوال اليوم.
فعندما ترتفع عن المعدل الطبيعي رغم تناول الأدوية قد يحتاج المريض إلى الإنسولين.
إشكالية التشخيص
وبحسب موقع “سينس أليرت”، تشير التقديرات إلى أن مرض السكري من النوع 1.5 يتم تشخيصه بشكل خاطئ على أنه مرض السكري من النوع 2 بنسبة 5-10% من الحالات.
فالتشخيص الدقيق لمرض السكري من النوع 1.5، وتمييزه عن الأنواع الأخرى من مرض السكري، يتطلب اختبارات خاصة للأجسام المضادة للكشف عن علامات المناعة الذاتية، بحسب الرابطة الأميركية لممارسي التمريض.
كما يُرصد مرض السكري من النوع 1.5 بشكل شائع عند البالغين، لذلك قد يفترض الأطباء خطأً أن الشخص قد أصيب بمرض السكري من النوع الثاني، وهو أكثر شيوعًا في هذه الفئة العمرية.
وغالبًا ما ينتج البنكرياس لدى المصابين بداء السكري من النوع 1.5 في البداية ما يكفي من الأنسولين في الجسم للتحكم في مستويات الجلوكوز في الدم دون الحاجة إلى بدء تناول دواء الأنسولين. وهذا يمكن أن يجعل حالتهم تبدو شبيهة بمرض السكري من النوع الثاني.