قال مستشار رئيس الوزراء والمتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري للتلفزيون العربي، إن الدوحة وباقي الوسطاء مطمئنون إلى التزام الأطراف بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأمور تسير بشكل إيجابي.
وأوضح أن غرفة العمليات المشتركة لمراقبة الاتفاق في غزة بدأت أعمالها في القاهرة، مشيرًا إلى أن الغرفة ستشرف على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال في حديثه من استوديوهات التلفزيون العربي في لوسيل: “نعلم من تجاربنا السابقة أن عملية تبادل الرهائن ليست بسيطة”.
وإذ أشار الأنصاري إلى عدم تسجيل أي خرق لاتفاق غزة حتى الآن، قال: “نترقب من مجلس الأمن دعمًا للاتفاق في غزة”، داعيًا إلى عدم الالتفات إلى التصريحات السياسية في هذه اللحظة.
وأكد الأنصاري أن الوساطة وضعت الضمانات الضرورية لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، معربًا عن تفاؤل بشأن جدية إدارة ترمب في الالتزام بدعم الاتفاق في غزة. وشدّد على التزام قطري إلى حين رؤية مستقبل واضح في غزة.
نتنياهو يشترط تلقي قائمة بأسماء الأسرى
من جهته، اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت تلقيه قائمة بأسماء الأسرى المزمع الإفراج عنهم الأحد قبل أي عملية تبادل بين محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وجاء في بيان لنتنياهو: “لن نمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق ما لم نتلقَّ، كما هو متّفق عليه، قائمة بأسماء الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم”.
وأوضح متحدث باسم رئيس الوزراء أن القائمة المشار إليها هي قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم يوم الأحد ليس قبل الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش، وفقًا للسلطات الإسرائيلية، أي بعد ست ساعات على دخول الهدنة حيّز التنفيذ.
غرفة عمليات مشتركة في القاهرة
إلى ذلك، أعلنت مصر مساء السبت رسميًا تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة ودخول المساعدات للقطاع وحركة الأفراد.
وقالت الخارجية المصرية في بيان بعد ساعات من انتهاء اجتماع دولي استضافته القاهرة، الجمعة، بشأن متابعة تنفيذ الاتفاق، التي تم التوصل إليه الأربعاء الماضي: “تعلن القاهرة عن نجاح الجهود المصرية المضنية التي تم بذلها منذ بدء الأزمة بقطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وبالتعاون مع شركائنا الإقليميين والدوليين للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار”.
وشدّدت على “التزام مصر بالتنسيق مع الشركاء قطر والولايات المتحدة بالعمل الدائم لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار والتنفيذ الكامل لبنوده من خلال تدشين غرفة عمليات مشتركة”.
كما أوضحت الخارجية أن تلك الغرفة “تتخذ مصر مقرًا لها لمتابعة عمليات تبادل المحتجزين والأسرى ودخول المساعدات الإنسانية، فضلًا عن حركة الأفراد بعد استئناف عمل معبر رفح”.
وذكرت الخارجية المصرية أن من المقرر بدء سريان الاتفاق عند الساعة 8:30 صباحًا بالتوقيت المحلي من يوم الأحد (6:30 ت.غ). ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يومًا.
ترقب للإفراج عن الأسرى
ولفتت الخارجية إلى أن الفصائل الفلسطينية ستفرج خلال المرحلة الأولى من الاتفاق عن 33 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من 1890 أسيرًا فلسطينيًا لديها.
ويوجد تضارب بشأن أعداد الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم، ويُعزى ذلك، على ما يبدو، إلى الغموض المحيط بوضع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة، من حيث عدد الأحياء والأموات بينهم، ما يؤثر مباشرة على تحديد أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم.
وأوضحت الخارجية المصرية، في البيان ذاته، أن الاتفاق يؤكد “التزام الوسطاء بضمان تنفيذ الاتفاق في مراحله الثلاثة خلال التوقيتات المتفق عليها، وبما يضع حدا للمأساة الإنسانية التي عانى منها سكان القطاع لأكثر من عام”.
وأعربت القاهرة عن “شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر والمتواصل لإنجاح التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وثمنت “الدور المحوري” لإنهاء الأزمة الذي لعبته إدارتا الرئيسين الأمريكيين المنتخب دونالد ترامب والحالي جو بايدن.
كما أعربت القاهرة عن أملها أن يكون الاتفاق “بداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني”. ودعت “المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة”.
وتشهد مدينة العريش المصرية، “استعدادات نهائية” لإدخال المساعدات لغزة تطبيقا لاتفاق وقف النار، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء المصرية السبت، مع وصول وزيري الصحة والتضامن خالد عبدالغفار ومايا مرسي، صباح اليوم ذاته، إلى مطار العريش في زيارة لمحافظة شمال سيناء (شمال شرق).