استشهد 9 فلسطينيين فجر اليوم بينهم ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وقال مراسل التلفزيون العربي صالح الناطور: إن استهداف المنزل الذي يعج بالسكان جاء بعد ساعات من الهدوء الحذر في المنطقة، فيما سُمعت أصوات انفجارات وقصف المدفعي على مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأوضح الناطور أن استهداف غربي رفح مجددًا قد يشير إلى تطورات ميدانية، أو استئناف جيش الاحتلال عملية تدمير المنازل بعد أن قام بسلسلة عمليات نسف هناك، منذ اجتياحه رفح خلال مايو/ أيار الفائت.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ 7 مايو الماضي، وعدة محاور من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، وعمليات نسف لمنازل المواطنين في مخيم جباليا.
من جهتها، أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” إلى استشهاد فلسطينيين مساء الجمعة، إثر إطلاق طيران الاحتلال المسير الرصاص على مواطنين في مدينة غزة.
وأوضحت أن طيران الاحتلال المسير أطلق الرصاص صوب مواطنين في منطقة الجندي المجهول بحي الرمال غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنة نازحة.
كما استشهد شخص آخر عقب إطلاق طائرة مسيرة الرصاص على مواطنين قرب المستشفى الميداني الأردني بحي الصبرة جنوب مدينة غزة.
مستشفى كمال عدوان
وفي شمال القطاع، أكد مراسل التلفزيون العربي أن الاتصالات انقطعت تمامًا مع الفرق الطبية التي كانت في مستشفى كمال عدوان بعد أن قالت وزارة الصحة في غزة إن العشرات من العاملين فيها ومن بينهم مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، اقتيدوا إلى التحقيق.
وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان قبل أن يقوم بإضرام النار فيه ويخرجه تمامًا عن الخدمة، واحتجز أكثر من 350 شخصًا كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحًا ومريضًا ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، مساء أمس الجمعة، إن عدوان الاحتلال على مستشفى كمال عدوان، أدى إلى خروج هذه المنشأة الصحية الرئيسية الأخيرة في شمال غزة عن الخدمة.
وأضافت المنظمة في منشور لها عبر منصة “اكس”، أن “التفكيك المنهجي للنظام الصحي في غزة يشكل حكمًا بالإعدام على عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية”.
وشددت المنظمة على أن استهداف المستشفى يأتي بعد تصاعد القيود المفروضة على وصول منظمة الصحة العالمية وشركائها، والهجمات المتكررة على المنشأة أو بالقرب منها منذ أكثر من شهرين ونصف، معتبرة أن ما يحصل “يقضي على كل جهود المنظمة للحفاظ على الحد الأدنى من تشغيل هذه المنشأة الصحية”.
وأوضحت المنظمة أن 60 عاملًا صحيًا و25 مريضًا في حالة حرجة، بمن فيهم أولئك الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي، لا زالوا في المستشفى، بينما اضطر الجرحى والمرضى الذين يعانون من حالة متوسطة إلى خطيرة إلى الإخلاء نحو المستشفى الإندونيسي المدمر وغير العامل.
وقالت إنها تشعر بقلق بالغ على سلامتهم، وإنه “يجب أن ينتهي هذا الرعب”، ويجب حماية الرعاية الصحية، ووقف إطلاق النار.
ولليوم الـ 85 تواليًا، يرزح شمال غزة تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن القطاع، كما تواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 65 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرًا في مناطق الشمال بفعل الاستهداف والعدوان المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
وأدانت دول عربية، يوم أمس الجمعة، بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه، واعتبرت ذلك انتهاكًا للقانون الدولي، و”جريمة حرب”.
جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن السعودية وقطر والإمارات والأردن إضافة إلى فلسطين وموقف مماثل من منظمة التعاون الإسلامي.