كشف مصدر فلسطيني مطلع، مساء أمس الأربعاء، عن تعثر مباحثات الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، في حين تتواصل جهود مصرية وقطرية وأممية للتهدئة بين الجانبين.
ونقلت وكالة الأناضول عن هذا المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن هناك صعوبات وتعثرا في مباحثات التهدئة بسبب إصرار الفصائل على إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات، لكنه أكد أن جهود التهدئة من قبل الوسطاء (القاهرة والدوحة والأمم المتحدة) متواصلة.
وفي وقت سابق، قال مصدر فلسطيني مطلع إن جهود الوساطة تقترب من تحقيق تهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
ونقلت رويترز -عن المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب- أن القاهرة التي توسطت بجولات قتال سابقة بدأت التوسط لوقف إطلاق النار. بينما ذكر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لإذاعة “كان” العامة أن إسرائيل تدرس مقترحات مصر.
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة قوله “يجب إنهاء الحديث عن وقف إطلاق النار ومواصلة الضرب بقوة” في حين أكد المندوب الفلسطيني أن من واجب المجلس إدانة الجرائم الإسرائيلية ومساءلة المنفذين.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في بيان- أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تلقى اتصالات من مصر وقطر والأمم المتحدة لبحث العدوان على قطاع غزة، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.
وأضافت حماس أن هنية أكد وحدة المقاومة وموقفها وجاهزيتها الدائمة للتعامل مع أي تمادٍ من الاحتلال.
ونقلت مصادر الجزيرة أن هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة بحثا معا تطورات الوضع الميداني واتصالات الوسطاء.
اجتماع عربي
وفي القاهرة دعا اجتماع للجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين- إلى تحرك دولي ضد التصعيد الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية.
وأدان الاجتماع في بيان العدوان والحصار والجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني بما فيها الغارات العدوانية الهمجية على قطاع غزة.
كما عبر عن دعم صمود الشعب الفلسطيني إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتصاعد عليه، وحقه المشروع في الدفاع عن النفس.
وطالب الاجتماع العربي مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لوقف عدوانها وحصارها المفروض على الشعب الفلسطيني.
وحث الاجتماع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على تطبيق خيارات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين.
كما حث المحكمة الجنائية الدولية على إنجاز التحقيق الجنائي في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وطالب الاجتماع المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح للجنة تقصي الحقائق -التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في 21 مايو/أيار 2021- بالدخول إلى أرض فلسطين المحتلة لممارسة ولايتها بشأن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية.
تنديد واستنكار
وفي وقت سابق، قالت الخارجية المصرية إنها تدين التصعيد الإسرائيلي على غزة، مؤكدة رفضها الكامل لمثل تلك الاعتداءات “التي تؤجج الوضع، وتقوّض جهود تحقيق التهدئة” كما دعت الخارجية الأردنية إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري لوقف العدوان.
وفي الدوحة، أدانت قطر في بيان للخارجية بـ “أشد العبارات العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة” داعية إلى تحرك دولي لوقف انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، في حين دعا بيان للخارجية الإماراتية السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
ودعت الكويت مجلس الأمن الدولي إلى “وقف تلك الاعتداءات وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني” بينما وصفت الجزائر العدوان الإسرائيلي بأنه تصعيد خطير يتطلب تدخلا عاجلا من مجلس الأمن لوقف تلك الاعتداءات.
دوليا، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام يندد بسقوط قتلى مدنيين في غزة باعتباره أمرا “غير مقبول” ويطالب “بوقف (ذلك) على الفور” ويحث جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وأضاف حق “على إسرائيل الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني بما في ذلك الاستخدام المتناسب للقوة، وأخذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي إصابة المدنيين والأهداف المدنية أثناء تنفيذ عمليات عسكرية”.
وقد شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية الأربعاء سلسلة غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بعد يوم من تنفيذها غارات واسعة على القطاع أسفرت عن استشهاد 21 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، و3 من قيادات حركة الجهاد الإسلامي، بينما بدأت الفصائل الفلسطينية الأربعاء بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط إسرائيل.