“لقد صمنا عن الأفراح دهرًا وأفطرنا على طبق الكرامةْ، فسجّلْ يا زمان النصر سجّلْ دمشقُ لنا إلى يوم القيامةْ”، بهذين البيتين من الشعر، افتتح وزير الثقافة السوري الجديد محمد ياسين صالح (40 عامًا) كلمته قبل أدائه اليمين القانونية أمام الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق.
ومساء السبت، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، من قصر الرئاسة بدمشق، تشكيلة حكومة جديدة.
وضمت الحكومة 23 وزيرًا، بينهم سيدة واحدة و5 من حكومة انتقالية تشكلت في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2024 لتسيير أمور البلاد.
من هو محمد صالح؟
صالح وجه جديد في الحكومة السورية، وجذب في كلمته اهتمام الحاضرين، لا سيما الشرع، إذ تميزت بتفاعل الحاضرين وتصفيقهم بحرارة.
ولد صالح عام 1985، ويحمل شهادة البكالوريوس في علم اللسانيات من جامعة لندن متروبوليتان البريطانية، وماجستير في الترجمة من جامعة ويستمنستر البريطانية.
ومعروف عنه ولعه باللغة العربية وآدابها، واهتمامه بإظهار جمالياتها، ومحافظته على الثراء الذي يميز لغة الضاد.
وزير الثقافة السوري الجديد محمد ياسين صالح – غيتي
عمل في الصحافة بقناة “الجزيرة” القطرية، وحاز على المركز الأول في مسابقة “فصيح العرب” بقطر عام 2016.
كلمة مؤثرة
وقبل أدائه القسم، افتتح صالح كلمته بآيات من القرآن الكريم، ثم أبيات شعرية تغنى فيها بتحرير سوريا من نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وحازت كلمة صالح على تفاعل الحاضرين وتصفيقهم الحار، وقال فيها: “دمشق لنا، وهذا يعني أنها للجميع عرقًا ولونًا ودينًا، ومن هنا تنطلق الثقافة التي نريدها”.
وتابع: “تشرفت بأنني كنت أنقل معاناة السوريين على قناة الجزيرة، بعدما عشت طريدًا منفيًا من سوريا لرفضي الظلم والذل الذي انتهجه النظام البائد”.
وشدد، في كلمته التي ألقى أغلبها مرتجلًا، على أهمية “الابتعاد عن الثقافة التي كان ينشرها النظام البائد الوضيع الذي كان يحتل هذا القصر (قصر الشعب)، لتحل مكانها ثقافتنا الجديدة القائمة على الخير والعدل والإحسان والتآخي”.
الوزير السوري أكد أنه “لا يمكن نشر ثقافة مفيدة في وقت البؤس، ولا بد أن تتوازى الثقافة الجديدة مع الجانب الإنساني”.
وأردف: “ملتزمون بالبناء على ثقافة تستحقها سوريا، وسوف ننشر ثقافة السلام إلى العالم كله، وسنتواصل مع الأشقاء العرب لمد جسور التواصل لإلغاء بعض العوائق التي وضعها النظام البائد”.
الإعلان عن تشكيل الحكومة السورية
وخلال الإعلان عن تشكيل الحكومة، قال الشرع: “في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا تتطلب منا التلاحم والوحدة أقف أمامكم اليوم متوجهًا إلى كل فرد منكم حاملًا آمال كل واحد منكم ونحن نشهد ميلاد مرحلة جديدة”.
وأضاف: “نشهد ميلاد مرحلة جديدة في مسيرتنا الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة اليوم في إعلان لإرادتنا المشتركة ببناء دولة جديدة”.
وتابع: “هذه الحكومة ستسعى إلى فتح آفاق جديدة في التعليم والصحة، ولن نسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسساتنا”.
وأعلنت الإدارة السورية، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، الشرع رئيسًا للبلاد، وإلغاء العمل بالدستور، وحل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية ومجلس الشعب وحزب البعث.
ووقَّع الشرع، في 13 مارس/ آذار الجاري، إعلاناً دستوريًا يحدد المرحلة الانتقالية في البلاد بمدة خمس سنوات.
وفي اليوم ذاته، قالت لجنة الخبراء المكلفة بصياغة الإعلان الدستوري، في مؤتمر صحفي، إنها اعتمدت في صياغته على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.