اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على لسان أكثر من متحدث باسمها، أنّ الولايات المتحدة شريكة في العدوان الإسرائيلي على غزة، من خلال تنسيق الاحتلال المُسبق معها قبل استئناف الحرب على القطاع فجر اليوم الثلاثاء.
وكان البيت الأبيض أعلن اليوم الثلاثاء، أنّ إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترمب قبل أن تستأنف الحرب على قطاع غزة، فيما كشف مصدر إسرائيلي لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أنّ ترمب منح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف الهجمات.
وبشكل مفاجئ، استأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “العزّة السيف” شملت مناطق سكنية ومباني مدنية ومراكز إيواء وخيام تأوي نازحين في مختلف مناطق القطاع، مستهدفة المدنيين وقت السحور، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 326 فلسطينيًا وإصابة مئات آخرين.
وتذرّعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنّ العدوان هو نتيجة رفض حركة “حماس” العروض التي تلقتها من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومن الوسطاء، لتبادل الأسرى وتمديد وقف إطلاق النار.
حماس: واشنطن تتحمّل مسؤولية العدوان على غزة
وفي هذا الإطار، نفى القيادي في حركة حماس سهيل الهندي مزاعم الاحتلال، مؤكدًا أنّ الحركة التزمت بشكل تام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكنّ الاحتلال لم يحترم ذلك.
وحمّل الهندي في حديث إلى “التلفزيون العربي”، تل أبيب المسؤولية الكاملة لعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار”، مذكرًا بأنّ الاحتلال يستمرّ في تجويع مليوني فلسطيني في غزة بعد منعه من دخول المساعدات لـ 20 يومًا.
وبينما أشار إلى أنّ التواصل مع الوسطاء مستمر، طالبهم الهندي “بالضغط على الاحتلال وإظهار الحقيقة”.
وأكد أنّ “واشنطن تعلم مدى التزامنا بالاتفاق”، مشيرًا إلى أنّها تتحمّل مسؤولية العدوان الإسرائيلي.
وإذ أكد أنّ المقاومة هي التي ستردّ على العدوان الإسرائيلي، دعا أبناء الضفة الغربية والدول العربية والمسلمين والأحرار في العالم الانتفاض من أجل غزة والضفة والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية.
نتنياهو انقلب على الاتفاق
بدوره، اتهم المتحدث باسم “حماس” عبداللطيف القانوع الإدارة الأميركية بـ”الشراكة والتغطية” على جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، من خلال التنسيق المسبق مع الاحتلال لاستئناف حرب الإبادة الجماعية في غزة.
واعتبر القانوع في بيان، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار باستئناف الحرب على غزة، بهدف “تصدير أزمته الداخلية وفرض شروط تفاوضية جديدة”.
ودعا المتحدث باسم “حماس” المجتمع الدولي إلى “التحرّك الفوري للضغط على إسرائيل لوقف شلال الدم في غزة”، مؤكدًا أنّ “هذه الجرائم لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني”.
فلسطين تطالب بتدخل دولي عاجل
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الثلاثاء، بتدخّل دولي “عاجل” لوقف جريمة الإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وإذ أدانت “الهجوم الوحشي المستمرّ” على الشعب الفلسطيني، اعتبرت وزارة الخارجية في بيان، أنّ استمرار العدوان “يمثًل هروبًا إسرائيليًا رسميًا من استحقاقات تثبيت وقف حرب الإبادة والتهجير، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتعطيلًا للجهود الدولية الداعمة لخطة إعادة الإعمار وتوحيد شطري الوطن، وتجسيد الدولة الفلسطينية”.
ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية، إلى “تدخل دولي عاجل لوقف جريمة الإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، معتبرة أنّ “الحلول السياسية هي مدخل تحقيق التهدئة ووقف العدوان واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع”.