نشرت حسابات على موقعَي إكس وفيسبوك حديثًا، مقطعًا مصورًا ادّعت أنه يوثّق لحظة القبض على أمجد يوسف، الضابط السابق في استخبارات النظام السوري، المتورط في ارتكاب مجزرة حي التضامن في أبريل/نيسان 2013.
وجاء تداول هذا المقطع عقب إعلان قائد إدارة العمليات العسكرية السورية، أحمد الشرع، أنه لن يتم العفو عن المتورطين في تعذيب المعتقلين داخل السجون السورية.
لكنّ هذا المنشور مضلل بحسب موقع التحقق من الأخبار الكاذبة “مسبار”، إذ إن مقطع الفيديو قديم وليس للحظة القبض على أمجد يوسف، منفذ “مجزرة حيّ التضامن”، بعد سيطرة المعارضة المسلحة على مختلف مربعات القرار في سوريا.
توقيف قاتل شرطية تركية في إسطنبول
والفيديو المتداول كانت قد نشرته وكالة “الأناضول” التركية في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، وأرفقته بتعليق: “المشتبه في قتله الشرطية شيدا يلماز يمثل أمام المحكمة في العمرانية، إحدى بلديات مدينة إسطنبول التركية”.
وأفادت الوكالة بأن المشتبه فيه يُدعى “يونس إمري غيشتشي”، وأنه فرّ ليلة 22 سبتمبر 2024 من أحد مراكز الشرطة في بلدية العمرانية بإسطنبول، بعد احتجازه بتهمة السرقة.
وخلال المطاردة، تمكن غيشتشي من انتزاع سلاح من أحد الضباط وأطلق النار على مطارديه، فأصابت إحدى الرصاصات رأس الضابطة شيدا يلماز، أثناء محاولتها الاحتماء خلف حاجز بلاستيكي.
وقد قارن “مسبار” بين صور المشتبه فيه، التي نشرتها الوكالة وصورة لأمجد يوسف التُقطت عام 2021، ووجد اختلافًا واضحًا في ملامحهما، بما في ذلك غياب بعض السمات عن وجه المشتبه فيه واختلاف مواقعها.
كذلك يبلغ المشتبه فيه من العمر 19 سنة، فيما يبلغ أمجد يوسف من العمر 38 سنة.
من هو أمجد يوسف؟
وأمجد يوسف هو رقيب في جهاز استخبارات جيش نظام بشار الأسد، عُرف بـ”جزار التضامن”، نسبة للمجزرة التي ارتكبها في حي التضامن، جنوبي العاصمة السورية دمشق، رفقة ضباط آخرين في 16 أبريل 2013.
ولد يوسف عام 1986 ثم التحق في عام 2004 بأكاديمية المخابرات العسكرية في ميسلون بمنطقة الديماس في دمشق، حيث خضع لتدريب مكثف استمر تسعة أشهر.
كان يوسف في عام 2011 يعمل في الفرع 227 التابع لمنطقة كفر سوسة، وهو فرع أمني استخباراتي مقره دمشق. وكان مسؤولًا عن اعتقال وتعذيب وقتل الآلاف من معارضي النظام السياسيين. وأرسل مع بداية انتفاضة 2011، إلى قسم العمليات وعُين قائدًا للعملية العسكرية على الجبهات الجنوبية لدمشق.
كما تولى يوسف بين عامَي 2011 ويونيو/ حزيران 2021، منصب المسؤول الرسمي عن الأمن في الجبهة في منطقتَي التضامن واليرموك.
تورط أمجد يوسف بمجازر التضامن
وقد نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تحقيقًا أنجزته على مدار عامين، كشفت فيه تورط أمجد يوسف في عمليات إعدام جماعي ارتكبها جيش النظام السوري عام 2013، وراح ضحيتها 288 مدنيًا، بينهم سبع نساء و12 طفلًا.
كما عرض وثائقي “حفرة الموت”، الذي أعدّه التلفزيون العربي وبُث في يونيو/ حزيران 2022، إفادة حاتم الدمشقي، رئيس المجلس السابق لحي التضامن، الذي قال فيها أن أمجد يوسف كان المشرف الأساسي على تدمير أبنية حي السليخة في حي التضامن.
ووصفه بـ”الجزار الحقيقي الذي كان يقود معظم المعتقلين عبر الحواجز باتجاه الأبنية المحيطة بصالة الحسناء، ويقوم إما بتصفيتهم أو بإرسالهم إلى أفرع معينة”.