تعقيبًا على مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخرين بعملية إطلاق نار شمال الضفة الغربية، دعت فصائل فلسطينية اليوم الإثنين إلى تصعيد المقاومة، ردًا على الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرًا، ومخططات الضم الإسرائيلية بالضفة.
وفي وقت سابق، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية مقتل 3 إسرائيليين في إطلاق نار قرب مستوطنة “كدوميم” شرق قلقيلية شمالي الضفة، فيما أغلق الجيش المدينة وبلدات شمال الضفة وسط دفعه بتعزيزات عسكرية هناك، بحسب ما أفاد مراسل التلفزيون العربي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن “سيارة عابرة أطلقت النار على سيارتين وحافلة كان بداخلها إسرائيليون، وتتم مطاردة مطلقي النار، حيث توجد حواجز على الطرق في نابلس وقرى بالمنطقة”.
صورة من مقطع فيديو يوثق لحظة تنفيذ عملية قلقيلية بالضفة
وأظهرت مشاهد حصل عليها التلفزيون العربي تنفيذ عملية إطلاق النار في بلدة الفندق في قلقيلية.
ووثق المقطع خروج شاب من السيارة، وهو يحمل سلاحًا أطلق النار منه، ثم عاد إلى المركبة.
فصائل فلسطينية تدعو لتصعيد “المقاومة” بالضفة
واعتبرت حركة حماس في بيان، أن عملية إطلاق النار “رد بطولي على ما يرتكبه الاحتلال من جرائم متواصلة وحرب إبادة بحق شعبنا في قطاع غزة ومخططات التهجير في الضفة وعدوان المستوطنين، وخاصة جماعات الهيكل بحق المسجد الأقصى والمقدسات”.
ودعت الحركة إلى “تصعيد المقاومة في كل المناطق داخل أرضنا المحتلة، وإفقاد المحتل ومستوطنيه الأمن، وإفشال مخططاته الخبيثة بالضم والتهجير”، كما جاء في البيان.
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن “استمرار العمليات البطولية التي ينفذها أبناء شعبنا يؤكد تمسك شعبنا الفلسطيني بأرضه وإصراره على طرد الاحتلال منها، ويوصل رسالة إلى قادة الكيان بأن كل جرائمهم وإرهابهم لن يزيدنا إلا إصرارًا على مواصلة المقاومة”.
بدورها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان، أن هذه العملية توجه “رسالة قوية للاحتلال أن المقاومة في الضفة حاضرة وجاهزة لتوجيه ضربات نوعية ومباغتة لجنود الاحتلال ومستوطنيه في كل لحظة”.
دعوات إسرائيلية لإبادة نابلس وجنين مثل جباليا بغزة
وعلى المقلب الآخر، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الإثنين إلى ممارسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين في مدينتَي نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، كما تفعل تل أبيب في جباليا شمال قطاع غزة.
وبهذه الدعوة علق سموتريتش، في بيان، على مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخرين إثر إطلاق نار قرب كدوميم، وهي المستوطنة التي يعيش فيها، شرق قلقيلية في شمالي الضفة الغربية.
وقال سموتريتش: “يجب أن تكون بندق (بلدة فلسطينية) ونابلس وجنين مثل جباليا، حتى لا تصبح كفار سابا مثل كفار غزة”.
وبحسب مراسل التلفزيون أحمد جرادات، فإن عددًا من أعضاء الكنيست طالبوا باستخدام مزيد من القوة ضد الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية.
وأضاف أن “رئيس مستوطنات شمالي الضفة الغربية تحدث عن ضرورة منع الفلسطينيين من الحركة وإغلاق الحواجز، وتنفيذ عملية عسكرية لجمع السلاح الموجود في شمال الضفة لمنع حدوث مثل هذه العمليات”.
إسرائيل تغلق قلقيلية وتدفع بتعزيزات عسكرية
وبعد عملية إطلاق النار، أغلق الجيش الإسرائيلي مدينة قلقيلية وبلدات في شمالي الضفة الغربية المحتلة ودفع بتعزيزات عسكرية.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي عميد شحادة، بأن الاحتلال أغلق مداخل مدينة قلقيلية وبلدات عدة شمالي الضفة، إضافة إلى شارع عام يربط نابلس وقلقيلية.
وأضاف أن جيش الاحتلال شرع بعد ذلك بعملية بحث وسحب تسجيلات كاميرات مراقبة في البلدة وبلدات مجاورة.
وتابع مراسلنا أن جيش الاحتلال أشهر السلاح في وجه أحد الفلسطينيين الذي حاول الاقتراب من حاجز جبارة جنوب طولكرم شمالي الضفة.
كيف تناول الإعلام الإسرائيلي عملية إطلاق النار في قلقيلية؟
في هذا الصدد، أفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد جرادات، بأن التركيز في إسرائيل ينصب حاليًا على أن النقطة العسكرية الإسرائيلية الموجودة على مقربة من مكان حدوث العملية، كانت قد أخليت من الجنود قبل نصف ساعة من بدء إطلاق النار، بحسب هيئة البث، وإذاعة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب الهيئة والإذاعة، فإن أوقات وجود الجنود على الحاجز محددة، ولا يتواجدون على مدار الساعة.
وبحسب مراسلنا، فقد تساءل المراسل العسكري في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي عما إذا كان المنفذون قد رصدوا هذه المنطقة قبل تنفيذ العملية، واختاروا هذا التوقيت الذي لا يتواجد فيه جنود من الجيش الإسرائيلي.
وهذه العملية، وفق الفيديوهات التي نشرت تفاصيلها، استغرقت قرابة نصف دقيقة منذ لحظة نزول المنفذين من السيارة وإطلاق النار وحتى لحظة انسحابهم، وفق مراسل التلفزيون العربي.
وأوضح مراسلنا أن الانسحاب تم على الشارع الرئيسي، وهو شارع التفافي يسلكه المستوطنون، ويكثف جيش الاحتلال حاليًا الإجراءات في المنطقة المحيطة في محاولة للوصول إلى المنفذين.