واصل سكان “الجزيرة أبا” خروجهم من المنطقة رغم تراجع الفيضان، في أعقاب فتح بوابات خزان جبل الأولياء جنوبي الخرطوم والواقع على النيل الأبيض، الذي أدى أرتفاع منسوبه إلى تدفق المياه إلى المدن والقرى والجزر على مساره جنوب العاصمة السودانية.
وفي غير فصل الأمطار في السودان، وعلى قلة مساهمته في الفيضان مقارنة برفيقه الأزرق، يغمر النيل الأبيض أراضي شاسعة وسطه وحوله ما يغرق جزيرة أبا.
كما يهدد مناطق كوستي والدويم وشبشة والمرابيع والجبلين بالاجتياح بعد دخوله اليابسة بمسافات غير معتادة.
وفي ولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم، قال أصحاب المزارع في مشاريع الري الفيضي إن مزارعهم أغرقها النيل الأبيض وهي في طور حصاد القمح والذرة والخضروات.
وقد واصلت غالبية سكان جزيرة أبا النزوح، على الرغم من انحسار الفيضان، بسبب سقوط وتصدّع المنازل بأعداد غير مسبوقة وانهيار المرافق الصحية في البيوت، وبالتالي الخشية من انتشار الأمراض والأوبئة.
تداعيات النزاع السوداني
وتشير التقديرات الأولية إلى دمار 15 ألف منزل في الجزيرة ونزوح آلاف السكان دون تحديد عددهم.
واضطرت السلطات المحلية إلى وقف محطة مياه الشرب بسبب غرق مضخاتها الكهربائية.
ويجمع الخبراء على أن السبب في الفيضان هو تأخر فتح بوابات خزان جبل الأولياء جنوبي العاصمة الخرطوم، والذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ الأشهر الأولى للصراع المسلح في السودان.
من ناحيتها، تقول القوات إن الهجمات المتكرة للطيران الحربي التابع للجيش السوداني ومعها الاستهداف المدفعي بجانب تعمد فتح الترع والقنوات المائية في الجزيرة، سببت أعطالًا في أبواب السد الحجري المُنشأ في العام 1937. كما اتهمت الجيش بقتل تسعة من الطاقم الفني للخزان.
والسد المصمم لتخزين واردات المياه المتدفقة من المنابع في هذا التوقيت سنويًا، فتح أخيرًا بعد أيام من المعاناة والخوف والتوقعات المتضاربة، لكن دون أي معلومات أو تصريح.
وفيما بدأت المياه في الانخفاض منذ صباح الأربعاء، استمر انهيار المنازل وخرج ساكنوها خشية انهيارها مع تواصل الترقب لتوقف تدفق الماء بالكامل، وجفاف المدن الغارقة ليتمكن أهلها من العودة.