أكد أحد القائمين على قبو لتخزين بذور المحاصيل الغذائية من جميع أنحاء العالم في كهوف من صنع الإنسان على جزيرة نرويجية نائية في القطب الشمالي أنه سيستقبل أكثر من 14 ألف عينة جديدة اليوم الثلاثاء.
وأُنشئ قبو سفالبارد العالمي للبذور عام 2008 داخل جبل لمقاومة الكوارث الناجمة عما يمتد من الحرب النووية إلى الاحتباس الحراري العالمي، ليضم نسخًا احتياطية من بنوك الجينات العالمية التي تحفظ الشفرة الجينية لآلاف الأنواع من النباتات.
“يحميه الجليد”
ويستقبل القبو، الذي يحميه الجليد، عينات من جميع أنحاء العالم، ولعب دورًا رائدًا بين عامي 2015 و2019 في إعادة بناء مجموعات البذور التي لحقت بها أضرار جراء الحرب في سوريا.
وقال ستيفان شمتس الرئيس التنفيذي “لصندوق المحاصيل” أو (كروب تراست) في بيان: “البذور المودعة هذا الأسبوع لا تمثل التنوع البيولوجي فحسب، بل أيضا المعرفة والثقافة وصمود المجتمعات التي تعتني بها”.
وذكر صندوق المحاصيل أن المساهمات الجديدة تضم عينة من 15 نوعًا من السودان تتكون من عدة أصناف من الذرة الرفيعة المهمة للأمن الغذائي في البلاد وتراثها الثقافي.
وأدت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، التي اندلعت في أبريل/ نيسان 2023، إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 12 مليونًا، ودفعت نصف سكان البلاد إلى الجوع وعرضت عدة مناطق للمجاعة.
وقال مدير مركز صيانة وبحوث الموارد الوراثية النباتية الزراعية بالسودان في بيان إن هذه البذور تمثل الأمل في بلاده.
وذكر صندوق المحاصيل أنه سيتم إيداع إجمالي 14022 عينة جديدة، من بينها بذور أنواع من الأشجار الاسكندنافية من السويد وبذور الأرز من تايلاند، في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش اليوم.
ضمان “الأمن الغذائي للأجيال القادمة”
وافتُتح قبو سفالبارد العالمي للبذور، الموجود في كهوف دائمة التجمد على جزيرة في منتصف الطريق بين البر الرئيسي لأوروبا والقطب الشمالي عام 2008 باعتباره النسخة الاحتياطية النهائية لبنك الجينات العالمي، وذلك لحماية النباتات من الحروب والأمراض وتغير المناخ.
ويضم القبو المخزن أكثر من مليون عينة بذور لما يقرب من 6 آلاف نوع من النباتات، من 89 بنكًا للبذور على مستوى العالم، حيث تخزن العينات عند درجة حرارة ثابتة تبلغ صفر درجة فهرنهايت، أي حوالي 17 درجة مئوية، وهي كافية للحفاظ على البذور آمنة لمدة 200 عام على الأقل.
كما تُفتح غرفة القبو ثلاث مرات في العام للحد من تعرض البذور للعالم الخارجي.
والعام الماضي، أكد ستيفان شميتز، المدير التنفيذي لمنظمة “كروب تراست” أن “الحفاظ على التنوع الجيني محصنًا في القطب الشمالي يضمن القدرة على التكيف والمرونة في المحاصيل، ما يضمن الأمن الغذائي للأجيال القادمة”.