أكّد رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، أن المدينة تتوق لاستقبال النازحين الذين أُجبروا على مغادرتها إلى مناطق الجنوب في ظل العدوان الإسرائيلي، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى التحديات التي قد ترافق هذه العودة بعد وقف العدوان، الذي استمر 15 شهرًا وأسفر عن استشهاد أكثر من 46 ألف شخص.
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من مدينة غزة، أوضح السراج أن بلدية غزة تبذل كل جهد ممكن لاستقبال النازحين وتيسير عودتهم.
وقال: “إن الإمكانيات المتاحة محدودة، حيث لم تتسلم البلدية الآلات الثقيلة والمعدات اللازمة لتيسير العمل”.
القطاع الخاص يفتح الطرقات ويؤمن مياه الشرب
وأوضح السراج أن البلدية تستعين بالقطاع الخاص لفتح الطرقات، مشيرًا إلى أنه تم فتح عدد من الطرق التي تربط جنوب قطاع غزة بشماله، لكن “بعضها لا يتسع سوى لمرور سيارة واحدة”.
وناشد السراج الجهات المعنية ضرورة تأمين المعدات والآليات الثقيلة لفتح جميع الطرق وإزالة الركام من الشوارع.
كما أكّد أن بلدية غزة تسلمت كميات من المساعدات الإغاثية والغذائية، فيما وصل الوقود بكميات قليلة تُستغل لتشغيل مضخات آبار المياه وخدمات الصرف الصحي.
وأوضح رئيس بلدية غزة أن العدوان الإسرائيلي دمّر محطة تحلية المياه الرئيسية الموجودة في شمال غرب مدينة غزة والتي كانت تمد القطاع بنحو 10 آلاف متر مكعب يوميًا. ولفت إلى أن صيانتها تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة وتستغرق وقتًا طويلًا.
ولتوفير مياه الشرب، يتم الاعتماد على محطات تحلية المياه الخاصة والتجارية، كما جرى تشغيل محطات تحلية تابعة لبلدية غزة.
غياب مقومات الإيواء في غزة
إلى ذلك، يشير السراج إلى صعوبة تعتري عودة النازحين بسبب الدمار الكبير، لافتًا إلى أن البلدية تتعاون مع بعض اللجان الخاصة بالإيواء لتوفير المخيمات اللازمة، مؤكدًا عدم توفر مقومات الإيواء في غزة.
كما أُطلق مشروع “فينيق غزة” لإعادة الإعمار، وهو مشروع أعده خبراء فلسطينيون من غزة والضفة الغربية والخارج. وأشار السراج إلى أن هذا المشروع يراعي الموروث الثقافي والحضاري للقطاع.
وأكد السراج أهمية هذه الخطة، مشيرًا إلى أنها تُظهر للمجتمع الدولي أن الفلسطينيين يمتلكون الخبرات والقدرات اللازمة للتخطيط.