قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن أي تفاوض بشأن المراحل النهائية من اتفاق غزة لن يتم إلا بعد إلقاء حركة حماس سلاحها، ومغادرة قادتها القطاع.
كما أكد نتنياهو العمل على ما وصفه بـ”ضمان الأمن العام” في غزة، وتمكين تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاضية بتهجير سكان القطاع.
يأتي ذلك بينما نقلت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية عن مصادر قولها، إن المقترح الذي تقدمت به إسرائيل ردًا على مقترح الوسطاء الأخير، ما هو إلا تكرار لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأول القاضي بإطلاق سراح عشرة محتجزين أحياء وأحد عشر جثمانًا.
حماس توافق على مقترح جديد
وبمقابل الموقف الإسرائيلي، أعلن رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية، موافقة الحركة على مقترح تقدم به الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار.
وأشار الحية إلى أن الاحتلال يواصل المماطلة والتهرب من تنفيذ الاتفاقات لاستمرار الحرب، مؤكدًا أن المقاومة لن تسلم قطاع غزة إلى أي جهة مجهولة تعمل لصالح الاحتلال.
وبين موقف حماس وإسرائيل، يعمل الوسطاء جاهدين لإيجاد صيغة تفضي إلى التوصل لاتفاق، في ظل الفجوات الكبيرة بينهما من جهة، وإصرار نتنياهو على مواقفه من جهة أخرى، رغم الضغوط الداخلية الكبيرة التي يتعرض لها لإبرام الصفقة وإعادة جميع المحتجزين من قطاع غزة.
“نتنياهو متمسك بموقفه الأصلي”
وفي هذا الشأن، يقول محمود محارب الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن “نتنياهو متمسك بموقفه الأصلي منذ بداية العدوان، وهو يستعمله مجددًا لممارسة مزيد من الضغط على حماس”.
ويذكر محارب في حديث للتلفزيون العربي من اللد، أن تل أبيب ومنذ بدء الحرب على غزة “تبنت هدف القضاء على حكم حماس وقوتها العسكرية ثم أضافت إعادة المحتجزين”.
ويرى أن “الخطير في تصريحات نتنياهو الآن هو وجود ترمب في رئاسة الولايات المتحدة، والذي اختلف عن سابقه رغم الأرضيات المشتركة بينهما”.
ويردف أن الرئيس الجديد “اقتنع برؤية اليمين الإسرائيلي المتطرف والفاشي الذي يدعو لتهجير أهالي غزة”.
ويقول إن “نتنياهو متمسك بشدة وبقوة في طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو جدي في هذا الشأن”.
“نتنياهو وضع هدفًا يتضمن كل الأهداف”
بدوره، يعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة حسام الدجني، أن “نتنياهو وضع هدفًا يتضمن كل الأهداف السابقة”، شارحًا أن “تهجير الفلسطينيين يعني مسألة السلاح وطرد حماس وإنهاء المقاومة وسلب موارد قطاع غزة من الغاز وتصفية القضية الفلسطينية وتشكيل هيئة توحي بالمخطط الإسرائيلي، والذي لا يمكن ربطه بالسابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.
ويلفت في حديثه إلى التلفزيون العربي من القاهرة، إلى أن المخطط يعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأت إسرائيل العمل حينها عليه، لكن الظروف ربما لم تكن مؤاتية.
ويشير إلى أن “الخيارات لدى حماس والمقاومة ربما ليست كثيرة، وتتمثل في الصمود والبقاء والقتال، وكذلك في أسرى الاحتلال ومحاولة الضغط على البيئة الداخلية الإسرائيلية من خلال بث الفيديوهات، وثالثًا الوسطاء والتفاوض..”.
“يرى في استمرار الحرب ضمانًا لبقاء حكومته”
من جانبه، يرى الدبلوماسي الأميركي السابق باتريك ثيروس، أن “نتنياهو يحتاج لاستمرار الحرب”، قائلًا: “لا أدري إذا كان من الواقعي طرد مليونين ونصف فلسطيني من غزة. لا أعتقد أن هذا الأمر واقعي فكيف سيطردهم”.
ويضيف ثيروس في حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أن موقف نتنياهو هذا مرتبط بحلفائه في الحكومة لكي يجتذبهم، لا سيما المتطرفين من اليمين ليبقيهم في الحكومة.
ويردف: “إذا لم توافق حماس على شروط نتنياهو فإنه سيعاود الحرب، خاصة وأنه يرى في استمرار الحرب ضمانًا لبقاء حكومته”.