تحاول بعض العائلات الفلسطينية التي دُمرت منازلها في قطاع غزة رفع أنقاضها بالأيدي لانتشال ما نجا من القصف.
في خانيونس يبحث رجل غزي في كومة من ركام منزله، الذي كان يتألف من ثلاثة طوابق قبل أن يدمّره القصف الإسرائيلي.
يجمع الرجل الستيني ما تيسّر من الحجارة الإسمنتية ويحملها بيديه بهدف بناء غرفة لإيواء عائلته التي تضم 30 شخصًا، ويخبر مراسل التلفزيون العربي في خانيونس صالح الناطور. بأنه يجمع الحجارة منذ ثلاثة أيام.
نزح هذا الرجل إلى منطقة المواصي برفقة عائلته وسكن في خيمة في ظل العدوان الإسرئيلي، الذي استمر لنحو 16 شهرًا، ثم عاد إلى منزله المدمر في خانيونس. وهناك يحاول بناء غرفة صغيرة يستبدل بها الخيمة المهترئة.
دمّر العدوان الإسرائيلي على غزة نحو ربع مليون وحدة سكنية في القطاع الذي يفتقد لجميع مواد البناء اللازمة لإعادة الإعمار.
وقد أشارت بيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة، التي نشرت نهاية العام الماضي، إلى أن ثلثَي المباني في غزة، أي أكثر من 170 ألف مبنى هدمت، أو سويت بالأرض ما يعادل نحو 60% من إجمالي المباني.
وقالت منظمة العفو الدولية: إن “ما يزيد عن 90% من المباني في الحدود الشرقية لقطاع غزة، بما في ذلك أكثر من 3000 مبنى، إما دمرت أو تعرضت لأضرار شديدة”.
كما ذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن أضرار البنية التحتية في القطاع قدّرت بأكثر من 18 مليار دولار، وأثرت على الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والطاقة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن إعمار قطاع غزة سيتطلب مليارات الدولارات. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن إزالة أكثر من 50 مليون طن من الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 21 عامًا على الأقل، بتكلفة تصل إلى ما يزيد عن مليار دولار.
كذلك أفاد تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى مأوى في غزة.