تتجه الأنظار إلى الدوحة، حيث يرتقب أن تعقد جولة من المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل وسط مؤشرات على احتمال إبداء “مرونة مشروطة” وفق تعبير هيئة البث الإسرائيلية التي أكدت نقلًا عن مصادرها أن المسار الحالي سيبدأ بتحديد إطار للتفاوض.
وتشير التسريبات في تل أبيب إلى أن المطروح على الطاولة يقضي ببحث مقترح أميركي يقضي بإفراج حركة حماس عن عشرة محتجزين أحياء، مقابل هدنة تمتد ستين يومًا.
وفيما تستبق إسرائيل لحظة المفاوضات بقرار يقضي بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء فورًا، تمرّر واشنطن رسائل إيجابية عقب لقاء جمع المبعوث الأميركي آدم بولر بوفد من حركة حماس، حيث يصف بولر اللقاء بالإيجابي ويكشف عن توقعاته بأن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن من غزة وليس فقط الأميركيين.
حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار
ويتزامن هذا مع ما سرَّبه موقع “أكسيوس” من أن واشنطن تريد جمع كل الأطراف في مكان واحد لعدة أيام من المفاوضات المكثَّفة في مسعى للوصول إلى اتفاق.
من جهتها، تؤكد حركة حماس للتلفزيون العربي حدوث اللقاءات مع المبعوث الأميركي، فالحرب وفق رؤية الحركة لن تحقق لإسرائيل أي هدف دون الدخول في مفاوضات. كما تجدد التزامها بالاتفاق كما تم التوقيع عليه سابقًا. وتدعو لفتح المعابر دون قيد أو شرط.
وتعلن الحركة أيضًا عن موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، التي تتألف من شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة.
خطوة للدفع نحو حل النزاع
وفي ما يخص الخطة الأميركية، يشير الباحث في السياسة الخارجية الأميركية ستيف جيل إلى أن الإدارة الأميركية تريد إطلاق المحادثات لإحراز تقدم ووضع حد للنزاع.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من لاس فيغاس، يقول جيل: “إن فكرة وجود جميع الأطراف في مكان واحد في الدوحة هو أمر أساسي لتقريبهم من بعضهم البعض حتى وإن لم يتحدثوا بشكل مباشر وجهًا لوجه”، وبالتالي لا يفقد الزخم من خلال الحديث إلى طرف وانتظار الرد منه لأيام ومن ثم الحديث للطرف الثاني، بحسب جيل.
ويعتبر الباحث في السياسة الخارجية الأميركية أن إطلاق المفاوضات بشكل سريع يحقق الزخم بالطريقة الصحيحة ويمكن أن يوصل إلى حل.
مخاوف من “مصيدة”
من جهته، يرى الكاتب والمحلل سياسي وسام عفيفة أن الأهم بالنسبة لحركة حماس في المفاوضات المرتقبة هو أن لا تتحول هذه المفاوضات إلى “مصيدة” تركز بموجبها إسرائيل، إذا ما دعمتها الولايات المتحدة، على تحرير الأسرى فقط والاستمرار في التصعيد والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وعدم تنفيذ أي من النقاط التي اتفق عليها في السابق.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من دير البلح، يؤكد عفيفة أن حماس تتحرك في سياق يشدد على أن أي مسار تفاوضي يجب أن يفضي في النهاية إلى وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي وتأمين ظروف حياتية تمكن الشعب الفلسطيني من الاستمرار بحياته في القطاع.
كما يشدد عفيفة على أن إدارة القطاع ما بعد الحرب هي شأن فلسطيني داخلي.
رسائل متفاوتة
من جانبه، يلحظ الخبير في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري وجود إشكالية كبيرة في التعاطي الإسرائيلي مع الملف، مشيرًا إلى أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس ومسؤولين آخرين تعكس “لغة التهديد والوعيد التي تتبناها إسرائيل”.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، يشير خوري إلى أن التصريحات التي تخرج من الولايات المتحدة والقاهرة تدل على التقدم المحرز في المفاوضات، فيما تؤشر التصريحات الإسرائيلية إلى تصعيد، في وقت نشرت فيه صور تُظهر رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير وهو يعد العدة لاستئناف الحرب على القطاع.
ويقول خوري: “كأننا في محورين منفصلين”. ويتساءل عن احتمال التنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وبحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي، فمن غير الواضح ما إذا كان يتم إعداد خطة عمل أو أن المفاوضات المرتقبة تهدف لتحرير أكبر عدد من الأسرى والمحتجزين ليس إلّا. ويعلل ذلك بأن تحرير الأسرى يعطي دفعة للرئيس الأميركي دونالد ترمب.
كما يعتبر أن هناك “ضغطًا للتقدم في مسار صفقة التبادل” دون الحديث عن مصير قطاع غزة.