دخلت «قاعدة طوارئ» ملكية غير مكتوبة حيّز التنفيذ مؤخراً، بعد أن أتم الأمير جورج، نجل ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، عامه الثاني عشر، إذ بات من غير المسموح له السفر جوّاً مع والده في الرحلات الملكية، حرصاً على استمرارية تسلسل وراثة العرش في حال وقوع حادث، حسبما نشرت شبكة «فوكس نيوز».
ووفقاً لخبراء الشأن الملكي، فإن هذا البروتوكول يُعد إجراءً احترازياً يهدف إلى حماية خط الخلافة. الأمير ويليام، البالغ من العمر 43 عاماً، هو الوريث الأول للعرش، ويأتي الأمير جورج بعده مباشرة كثاني وريث.
وقال الخبير الملكي ريتشارد فيتزو ويليامز للشبكة: «العائلة المالكة تعتمد على الأمير ويليام والأميرة كيت وأطفالهما بوصفهم مستقبل المؤسسة الملكية. والحوادث واردة؛ لذلك فإن هذا الإجراء يبدو احترازاً معقولاً، كما كانت الحال بين الملك تشارلز وويليام خلال عهد الملكة إليزابيث».
وأشار فيتزو ويليامز إلى أن هناك تقارير تُفيد بأن الملك تشارلز وويليام يختلفان في الرأي حول هذه المسألة، خصوصاً أن ويليام طيار ماهر، لكنه شدد على ضرورة الالتزام بالبروتوكول؛ «لأن عدد أفراد العائلة المالكة العاملين تحت سن السبعين لا يتجاوز الأربعة».
وكشفت تقارير إعلامية عن أن هذا البروتوكول طُبّق مسبقاً عندما بلغ ويليام 12 عاماً؛ حيث لم يُسمح له بعد ذلك بالسفر مع والديه وأخيه الأمير هاري من دون إذن خطي من الملكة.
وأكد الطيار الملكي السابق غراهام لوري، في بودكاست «A Right Royal Podcast»، أن الأمير ويليام كان يُخصص له طائرة مختلفة بعد بلوغه السن ذاتها، في حين تسافر الأسرة على متن طائرة أخرى.
وأكّدت المذيعة والمصورة البريطانية هيلينا تشارد، في حديثها لـ«فوكس نيوز»، أن الملك تشارلز عبّر عن رغبته في تطبيق هذه القاعدة على الأمير جورج، مشيرة إلى أن «الأب والابن سيحتاجان إلى التكيف مع هذا التغيير».
وأضافت تشارد: «في السابق، كان ورثة العرش لا يسافرون مع آبائهم، وغالباً ما تُرك الأطفال في رعاية المربيات. لكن هذه الإجراءات تسببت في حزن كبير للأطفال، والملك تشارلز نفسه عاش هذه التجربة، وكان يفتقد والديه بشدة عندما يغيبان في جولات ملكية».
لكنها توقعت أن يتم تطبيق التغيير تدريجياً، مشيرة إلى أن «الأمر خاضع لنقاش واسع؛ نظراً لتأثيره المحتمل على مستقبل النظام الملكي».
وأوضحت خبيرة الشؤون الملكية، هيلاري فوردويتش، أن هذا البروتوكول «غير مكتوب، لكنه تقليد راسخ»، موضحة أنه «طُبّق في كثير من الحالات، ويمكن التغاضي عنه أحياناً، لكنه أصبح أكثر أهمية الآن بسبب الوضع الصحي للملك وتقدمه في السن».
وأضافت: «ويليام وكاثرين يلتزمان بعدد كبير من البروتوكولات، خصوصاً تلك التي تتضمن تسلسل وراثة العرش، لكنهما أعادا تفسير بعض القواعد بهدف إضفاء طابع أكثر قرباً وحداثة على العائلة المالكة».
أما الخبير الملكي إيان بيلهام تيرنر فأشار إلى أن هذا الحظر، طويل الأمد على السفر المشترك، يهدف إلى ضمان استمرار العرش، لكنه قال: «لا يُعرف بعد ما إذا كان ويليام سيُعارض هذا التقليد لاحقاً، كما فعلت أجيال سابقة من العائلة المالكة».