حذّرت المديرة التنفيذية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين “غافي” سانيا نيشتار الخميس من أن أي خفض أميركي لتمويل المنظمة التي توفر اللقاحات لبلدان العالم الأكثر فقرًا، قد يتسبب بأكثر من مليون وفاة ويعرض حياة أشخاص حول العالم إلى الخطر.
وجاءت الأنباء أن واشنطن تخطط لقطع التمويل عن “غافي” والتي أوردتها أول مرة صحيفة “نيويورك تايمز”، في وقت تخفض فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المساعدات الخارجية بشكل كبير بعد شهرين على تسلمه السلطة.
وورد القرار ضمن ملف من 281 صفحة أرسلته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس أيد) التي تم تقليصها بشكل كبير إلى الكونغرس ليل الإثنين.
وقالت نيشتار لوكالة “فرانس برس” في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “لم نتلق إشعارًا بالتوقف من الحكومة الأميركية ونتواصل مع البيت الأبيض والكونغرس على أمل ضمان الحصول على مبلغ 300 مليون دولار أقره الكونغرس من أجل أنشطة (التحالف) للعام 2025 وتمويل أبعد مدى لغافي”.
“خطر تفشي الأمراض الخطيرة”
وحذّرت نيشتار في الوقت نفسه من أن “خفض تمويل غافي من الولايات المتحدة سيحمل تأثيرًا كارثيًا على الأمن الصحي العالمي، ما من شأنه أن يؤدي إلى أكثر من مليون وفاة جراء أمراض يمكن تجنبها وتعريض حياة الناس في كل مكان لخطر تفشي الأمراض الخطيرة”.
كما حذّر خبراء الصحة ومنظمات من أن كلفة خفض تمويل غافي على العالم ستكون أكبر وستتسبب بانتكاسة لخمسة وعشرين عامًا من التقدم الذي تم تحقيقه في مكافحة العديد من الأمراض القاتلة.
وقالت أستاذة علم الأوبئة لدى “جامعة براون” في الولايات المتحدة جينيفر نوزو: إن “المقترح الصادم والقصير النظر” سيحمل “تداعيات مدمّرة بالنسبة لصحة الأطفال في كل مكان”.
وأضافت في تصريحات لوكالة “فرانس برس” أن “الدعم الأميركي لجهود غافي في مجال التطعيم ليس عملًا خيريًا، بل هو استثمار ذو جدوى اقتصادية لمنع انتشار الأمراض القاتلة والمكلفة التي قد تصل إلى هنا”.
ويفيد تحالف غافي بأنه ساعد في تطعيم أكثر من نصف أطفال العالم ضد أمراض معدية بينها كوفيد-19 وإيبولا والملاريا وداء الكلب وشلل الأطفال والكوليرا والسل وحمى التيفوئيد والحمى الصفراء.
وتشارك الولايات المتحدة حاليًا في حوالي ربع ميزانية غافي، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص مقرها جنيف.
من جانبه، رأى الباحث في صحة الأطفال لدى كلية لندن الجامعية ديفيد إيليمان أن خفض التمويل “ليس قاسيًا فحسب، بل لا يصب في مصلحة أحد”.
وقال لـ”ساينس ميديا سنتر”: “إذا ازدادت الإصابات بأمراض مثل الحصبة والسل في أي مكان في العالم، فسيشكل الأمر خطرًا علينا جميعًا”، لافتًا إلى أن حالات الإصابة بالحصبة تزداد بالفعل في الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها.
ويرى مدير “مجموعة أكسفورد للقاحات” أندرو بولارد أنه في مواجهة قرارات خفض المساعدات الصادرة عن إدارة ترامب، “تتردد المؤسسات في التحدث علنًا خشية استهدافها فيما يمارس الأفراد رقابة ذاتية لحماية أنفسهم”.