يتخطى عدد سكان العالم في عام 2025 الـ8.2 مليار نسمة، وفقًا لموقع “ووردميتر”. فقد بلغ عدد السكان عتبة الـ8 مليار في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بحسب الأمم المتحدة التي اعتبرت حينها أن الأمر يشير إلى تحسن كبير في الصحة العامة أدى إلى تقليل مخاطر الوفاة وازدياد متوسط العمر المتوقع.
وصفت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم وصول عدد سكان العالم إلى 8 مليارات بأنه “علامة فارقة للإنسانية”.
كما اعتبرت الأمم المتحدة أن تلك اللحظة تمثل دعوة واضحة للبشرية للنظر إلى ما وراء الأرقام والوفاء بمسؤوليتها المشتركة لحماية الناس والكوكب، بدءا من الفئات الأكثر ضعفًا.
وسيستمر عدد سكان العالم في النمو إلى حوالي 10.4 مليار نسمة في 2080، لكن معدل النمو الإجمالي يتباطأ، بحسب الأمم المتحدة. ويعلّل ذلك بأن العالم أصبح أكثر تنوعًا ديموغرافيًا وتتخذ البلدان اتجاهات سكانية مختلفة تتراوح من النمو إلى الانخفاض.
أعداد “غير دقيقة” لسكان المناطق الريفية
لكن هذه النظرية قد لا تكون صحيحة تمامًا، إذ تشير دراسة جديدة إلى أننا نُقلّل بشكل كبير من عدد سكان المناطق الريفية، بسبب الطريقة الشبكية المُستخدمة عادةً لإحصاء السكان، بحسب دراسة نُشرت في مجلة “نايتشر كوميونكايشن”.
وبموجب هذه الطريقة، قُسّم العالم إلى مربعات، وقدر عدد سكان كل مربع بناءً على بيانات التعداد السكاني.
ولكن نظرًا لأن هذه التقديرات خضعت في الغالب لمعايرة المناطق الحضرية لا الريفية، فقد ظلت الأخطاء في المناطق الريفية غائبة عن الأنظار، وفقًا لباحثين من جامعة آلتو في فنلندا.
وتمثل المناطق الريفية 43% من سكان العالم وإذا صحّت حسابات هذه الدراسة الجديدة، فقد يصل عدد الأشخاص غير المسجلين إلى مليارات.
أزمة “نقص” في البيانات
ويقول مهندس البيئة جوزياس لانغ ريتر من جامعة آلتو: “للمرة الأولى، تقدم دراستنا دليلاً على أن نسبة كبيرة من سكان الريف قد تكون مفقودة من مجموعات البيانات السكانية العالمية”.
ويضيف: “لقد فوجئنا بأن عدد السكان الفعلي الذين يعيشون في المناطق الريفية أعلى بكثير مما تشير إليه بيانات السكان العالمية”. فبحسب مجموعة البيانات، تم التقليل من تقدير عدد سكان الريف بنسبة تتراوح بين 53% و84% خلال الفترة المدروسة.
تتوقع دراسة أن عدد السكان في المناطق الريفية يفوق العدد المعروف- غيتي
وحلل الفريق بيانات السكان بين عامي 1975-2010، باحثًا في تأثير أعمال بناء السدود على نزوح السكان، وهو سيناريو تتوفر له عادةً بيانات ميدانية قابلة للتحقق.
ومن خلال تحليل إحصاءات 307 مشاريع سدود في 35 دولة، قارن الباحثون العدد الرسمي للنازحين في هذه المناطق بعدد الأشخاص الذين يُعتقد وجودهم هناك في خمس مجموعات بيانات سكانية رئيسية مختلفة.
ويعتبر الباحثون أن التفاوت الكبير بين تقديرات عدد السكان والعدد الفعلي للأشخاص الذين انتقلوا إلى منطقة ما يعود في نهاية المطاف إلى قلة البيانات التفصيلية المتاحة للمناطق الريفية، بما في ذلك بيانات التعداد السكاني، والبيانات الصحية، وبيانات البنية التحتية.
التكنولوجيا “لا تخطئ”
ومع ذلك، قد يعارض بعض العلماء نتائج هذه الدراسة. فقد صرّح علماء لم يشاركوا في الدراسة لمجلة نيو ساينتست بأن تحسينات صور الأقمار الصناعية وجودة جمع البيانات في بعض البلدان من شأنها أن تُقلل من هذه التناقضات.
تُعدّ تقديرات السكان بالغة الأهمية في كل شيء، بدءًا من تقديم الخدمات العامة ووصولًا إلى تقدير آثار تغير المناخ، ويرغب الفريق الذي يقف وراء البحث الجديد في زيادة الاستثمار في تتبع السكان في المناطق الريفية – لضمان عدم ضياع هذه الفرصة.
تباطؤ محتمل في نمو السكان
استغرق الأمر حوالي 12 عاما لينمو عدد سكان العالم من 7 إلى 8 مليارات. كان حوالي 70% من السكان المضافين في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى.
ومن المتوقع أن يستغرق المليار القادم حتى عام 2037، بحسب الأمم المتحدة. من المتوقع أن تمثل البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى أكثر من 90% من النمو العالمي.
ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروته عند حوالي 10.4 مليار شخص خلال 2080 وأن يظل عند هذا المستوى حتى عام 2100.
ووصولًا لعام 2050، ستحدث الزيادة العالمية في عدد السكان الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا بالكامل في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى، نظرًا لأن النمو السكاني في البلدان ذات الدخل المرتفع والبلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى سيحدث فقط بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، بحسب الأممالمتحدة.
الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان
وفي عام 2025، يعيش العدد الأكبر من السكان في كل من الهند، التي يبلغ عددهم مليار وأكثر من 460 مليون نسمة، بحسب موقع “وورد ميتر”. وتحتل الصين المرتبة الثانية من حيث عدد السكان مع مليار وأكثر من 416 مليون نسمة.
يمثل من هم دون سن الخامسة عشرة 40% من السكان في إفريقيا- غيتي
تأتي الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة الثالثة حيث يعيش 346 مليون نسمة، فيما تحتل إندونيسيا المرتبة الرابعة بأكثر من 285 مليون نسمة.
وفي المرتبة الخامسة، تأتي باكستان التي تعد موطنًا لأكثر من 254 مليون نسمة.
وعلى الصعيد العالمي، يمثل الأشخاص دون سن الخامسة عشرة حوالي 25% من السكان، فيما يمثل من هم فوق سن الخامسة والستين 10%، بحسب موقع “ستاتستا”.
تفاوت ديمغرافي
وتعد إفريقيا القارة الأكثر شبابًا في العالم، إذ يمثل من هم دون سن الخامسة عشرة 40% من السكان مقارنة بثلاثة% فقط لمن هم فوق سن الخامسة والستين.
أمّا في أوروبا، فنسبة السكان فوق سن الخامسة والستين تفوق نسبة الأشخاص دون سن الخامسة عشرة.
وترتبط نسبة الأطفال والشباب المرتفعة في إفريقيا بارتفاع معدلات الخصوبة في القارة. فعلى سبيل المثال، يُسجّل جنوب السودان والنيجر أعلى معدلات النمو السكاني عالميًا. ومع ذلك، يعيش حوالي 50% من سكان العالم في بلدان ذات خصوبة منخفضة، حيث يقلّ إنجاب النساء عن 2.1 طفل.
كما شهدت بعض الدول الأوروبية، مثل لاتفيا وليتوانيا، انخفاضًا في عدد السكان بنسبة 1%، بل تجاوز هذا الانخفاض 2% في جزر كوك.
وفي أوروبا، كانت غالبية السكان في السابق من البالغين في سن العمل مع عدد قليل من المسنين، ولكن من المتوقع أن ينعكس هذا الاتجاه قريبًا، ومن المتوقع أن يفوق عدد كبار السن عدد الشباب في العديد من الدول المتقدمة بحلول عام 2050.