بعد 15 شهراً من النجاحات المتتالية التي جعلت كل قراراته تبدو صائبة، وجد المدرب الهولندي آرنه سلوت نفسه أمام واقع مختلف، إذ انقلبت خياراته الفنية ضده في أجواء صاخبة على ملعب «رامز بارك» بإسطنبول، حيث خسر ليفربول أمام غلطة سراي ليمنى بهزيمته الثانية على التوالي.

بحسب صحيفة «التليغراف البريطانية»، سلوت قرر الإبقاء على محمد صلاح على مقاعد البدلاء لمدة ساعة كاملة، وهي فترة كان فيها أصحاب الأرض قد كسبوا الزخم بفضل ركلة جزاء سجلها فيكتور أوسيمين في الشوط الأول. كما غيّر المدرب مراكز لاعبيه بشكل مفاجئ، فدفع بـ جيريمي فريمبونغ في دور هجومي بدلاً من مركزه المعتاد كظهير، وأسند لـ دومينيك سوبوسلاي أدواراً دفاعية انتهت باحتساب ركلة جزاء ثانية حاسمة.

الهزيمة لا تثير قلقاً بالغاً بعد، إذ لا يزال ليفربول في صدارة الدوري الإنجليزي، لكن التراجع واضح مقارنة بالموسم الماضي الذي عرف فيه الفريق استقراراً أكبر. الأسوأ أن الحارس أليسون بيكر غادر اللقاء مصاباً في الشوط الثاني، وسط مخاوف من غيابه عن مباريات مهمة، ما يمثل ضربة قوية للفريق.

أنصار غلطة سراي لم يتركوا شيئاً للصدفة، إذ أشعلوا الألعاب النارية قرب مقر إقامة ليفربول ليلة المباراة لإزعاج اللاعبين. وفي أرض الملعب، واصل بطل تركيا سلسلة انتصاراته المحلية المثالية، مستفيداً من صلابته التنظيمية وتألق حارسه الذي حرم الضيوف من فرص التعديل.

في المقابل، عجز ليفربول عن تكرار سيناريو الإنقاذ المتأخر كما فعل أمام أتلتيكو مدريد، إذ أُلغي هدف التعادل عبر تقنية الـVAR، لتتحول المباراة إلى «جرس إنذار صغير» للفريق ومدربه.

ليفربول لم يعرف سلسلة خسارات متتالية الموسم الماضي سوى مرة واحدة (إحداها بركلات الترجيح أمام باريس سان جيرمان)، لكن الوضع الحالي يضع سلوت أمام تحدٍ جديد لإثبات قدرته على إعادة الفريق إلى مساره. ومع مواجهة تشيلسي المقبلة في الدوري يوم السبت، سيكون على المدرب الهولندي إيجاد حلول سريعة وإعادة الانضباط لفريقه إذا أراد الحفاظ على الصدارة.

شاركها.
Exit mobile version