أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية، اليوم الجمعة، توجيه دعوة لوفد من المؤسسات التابعة للأمم المتحدة لزيارة البلاد من أجل الاطلاع على الأوضاع في إقليم ناغورني قره باغ، مشيرة إلى أن الوفد سيراقب الأنشطة الإنسانية وأشغال البنية التحتية وعملية نزع السلاح بالمنطقة.
يأتي ذلك فيما قالت محكمة العدل الدولية إنها تلقت طلبا من أرمينيا باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية سكان قره باغ في ظل استمرار نزوح الأرمن منها.
وقالت المحكمة -في بيان- إن يريفان طلبت منها أن تحض باكو على “الامتناع عن الحؤول دون عودة آمنة وسريعة لمن نزحوا إلى منازلهم خلال الهجوم العسكري الأخير.. مع السماح لمن يرغبون بمغادرة قره باغ من دون معوقات”.
يأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع الأرميني سورين بابيكيان إن الباب مفتوح أمام عناصر ما كان يعرف باسم “جيش قره باغ” الذي يضم انفصاليين أرمنيين بالإقليم للانضمام للجيش الأرميني.
كما أعلن الكرملين اليوم أن روسيا ستناقش مع أذربيجان مستقبل قوات حفظ السلام الروسية الموجودة في قره باغ، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف “بما أن المهمة موجودة الآن على الأراضي الأذربيجانية، فإن هذه النقطة ستكون موضوع مناقشات مع الجانب الأذربيجاني”.
وتمكنت باكو في 19 سبتمبر/أيلول الجاري بعد عملية عسكرية خاطفة دامت ساعات من دحر الانفصاليين الأرمن في قره باغ ودفعهم للموافقة على الاستسلام وإلقاء السلاح، معلنة بذلك فرض سيادتها على الإقليم المتنازع عليه.
نازحون
من ناحية أخرى، أفادت السلطات الأرمينية بارتفاع عدد النازحين من قره باغ إلى أرمينيا إلى نحو 90 ألفا، وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الأرميني إنه تم تأمين سكن مؤقت لأكثر من 20 ألفا منهم.
في المقابل، قالت مسؤولة في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 88 ألف شخص عبروا الحدود إلى أرمينيا وقد يرتفع العدد الإجمالي إلى 120 ألفا، وهو رقم يطابق تقديرات إجمالي سكان المنطقة.
وقالت المسؤولة -ردا على سؤال للصحفيين بشأن أعداد اللاجئين- “نحن جاهزون للتعامل مع ما يصل إلى 120 ألفا، ومن الصعب التكهن بالأعداد التي ستصل في هذه المرحلة”.
فيما أكدت مسؤولة أخرى بالأمم المتحدة في المؤتمر الصحفي ذاته أن الأطفال يمثلون ما يقرب من ثلث اللاجئين.
وقالت ريجينا دي دومينيسيس، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) “إن مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لنا هو أن العديد منهم قد انفصلوا عن أسرهم”.
اعتقال قيادييْن
على صعيد آخر، أعلنت إدارة أمن الحدود الأذربيجانية أنها اعتقلت ليوفا مناتساكانيان، التي شغلت منصب وزيرة الدفاع في ما كان يعرف بـ”حكومة جمهورية قره باغ” بين عامي 2015 و2018.
وقالت الإدارة -في بيان لها- إن عملية الاعتقال جرت عند النقطة الحدودية في معبر لاتشين أثناء محاولتها العبور نحو أرمينيا.
كما ذكر جهاز أمن الدولة في أذربيجان أنه اعتقل دافيد مانوكيان، النائب الأول لقائد ما يعرف بـ”جيش قره باغ”، خلال محاولته عبور معبر لاتشين إلى أرمينيا.
ووُجهت لمانوكيان تهم عدة أبرزها دعم الإرهاب، وإدارة مجموعات مسلحة وتزويدها بالأسلحة والمتفجرات على الأراضي الأذربيجانية.
وفي سياق آخر، نقلت وكالة الأنباء الأرمينية (أرمنبريس) عن مسؤولين في قره باغ قولهم إن عدد قتلى الانفجار الذي وقع الاثنين الماضي وأعقبه حريق في مستودع للوقود بالمنطقة ارتفع إلى 170.
وبذلك يرتفع عدد ضحايا الحادث بشكل حاد مقارنة بما أعلنته سلطات قره باغ في وقت سابق حيث تحدثت عن مقتل 68 شخصا جراء الانفجار.