تعرّض عبد الهادي الحويج، وزير الخارجية في الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب في الآونة الأخيرة لمساءلة برلمانية، وطلب منه تقديم توضيحات بشأن لقاء استقبل فيه شخصًا يدعى أمادو لامين سانو.
وبدأت الواقعة في الرابع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في مدينة بنغازي الليبية، حين استقبل وزير الخارجية المكلف من البرلمان عبد الهادي الحويج سانو، بصفته “المستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو”، وذلك في مقر الوزارة.
احتجاج رسمي
وهدف اللقاء، وفقًا للمكتب الإعلامي للوزارة، إلى توطيد العلاقات بين البلدين وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. قبل أن تنكشف تفاصيل المفاجأة.
وسرعان ما أصبح لقاء الحويج مع أمادو سانو محل جدل في ليبيا محدثًا ضجة واسعة في البلاد. فعقب اللقاء، أصدرت وزارة الخارجية في غينيا بيساو بيانًا نشر على وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد فيه أن أمادو، الذي استقبله عبد الهادي الحويج، لا يمت بأي صلة لحكومتها أو رئيسها، وأنه مجرد شخص ينتحل صفة مسؤول رسمي.
ليلحق ذلك إصدار سفارة ليبيا في حكومة الوحدة الوطنية بجمهورية غينيا بيساو مذكرة احتجاج رسمية على استقبال حكومة شرق ليبيا هذا الشخص الذي وصف بأنه “مزيف”.
تفاعل على مواقع التواصل مع الواقعة
والجدل على حقيقة “الوزير المزعوم”، هل هو حقًا وزير، أم إنه منتحل صفة، انتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
فكتب شرف الدين الزيتوني: “هذا الموضوع لا يمكن السكوت عنه أبدًا، لا بد من التحقيق ومن أخطأ وتجاوز أو أهمل وكيف تم استقبال طائرة الوزير المزيف وما هو البرتوكول الدبلوماسي الذي اتبع وما كان يجب اتباعه”.
وعلّق حامد قريتلي قائلًا: “العرف الدبلوماسي عند زيارة مبعوث رفيع المستوى ضرورة وجود السفير المقيم بالدولة، وتوجد عدة أسئلة عن الزيارة؛ من المنسق؟ وهل بلغت الجهات الأمنية بزيارة أم لا”.
أما حبيب عروة فيرى أن ما حدث محض تلفيق ولا يمكن أن يحدث إلا في العقول والخيال. وختم قائلًا: “من أراد أن ينشر مقالات فليقل خيرًا يجمع الناس أو ليصمت”.
وأمام تصاعد الجدل، جاء رد وزير الخارجية الحويج بعد مرور أكثر من أربعة عشر يومًا من رد الحكومة الغينية، ليدافع عن موقف حكومته ويؤكد أن أمادو لامين سانو هو “وزير غيني تم استقباله في ليبيا بشكل رسمي”، ووصف الجدل الذي أثاره الاستقبال الرسمي بأنه “هجمة إعلامية غير مسبوقة”.
وظهر الحويج في مؤتمر صحافي لعرض الحقائق والمستندات المتعلقة بزيارة المبعوث الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو.