يواصل القضاء المصري، اليوم الخميس، محاكمة المتهمة في قضية مقتل “الطفلة مكة”، وهي الجريمة التي أثارت غضبًا عارمًا في الشارع المحلي بسبب التفاصيل الوحشية التي رافقت عملية القتل.
وتعود وقائع الجريمة إلى الشهر الأخير من العام الماضي، حيث قامت فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا باستدراج طفلة تبلغ خمسة أعوام إلى منزلها، قبل أن تقدم على قتلها وتقطيع جثتها إلى أشلاء، في جريمة مروعة صدمت الرأي العام، حين وقعت في منطقة منشأة القناطر التابعة لمحافظة الجيزة.
وأفادت صحيفة “الأهرام” المصرية، اليوم، بأن محكمة “طفل الجيزة” تواصل جلسات الاستماع في القضية، بعد أن قررت جهات التحقيق إحالتها إلى المحاكمة الجنائية، وسط شكوك بتورط والدة المتهمة وشقيقها.
تفاصيل الجريمة
صحيفة “المصري اليوم” قالت إن الفتاة القاصر المتهمة اعترفت أمام “نيابة الطفل” بأنها استدرجت الضحية إلى منزلها، وخنقتها، ثم قامت، بمعاونة والدتها وشقيقتها، بالتخلص من الجثمان بعد تمزيقه بطريقة بشعة.
وأفادت الطفلة المتهمة خلال التحقيقات بأنها المسؤولة الرئيسية عن الجريمة، محاولة إبعاد التهمة عن والدتها وشقيقها، وفق “المصري اليوم”.
تمثل المتهمة القاصر في جلسة جديدة بمحكمة الطفل- المصري اليوم
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن النيابة العامة، تواصل تحقيقاتها مع والدة المتهمة، وشقيقها، بشأن مشاركتهما في جريمة قتل الطفلة مكة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
وتحدثت تقارير صحافية مصرية، عن فداحة الجريمة وبشاعتها، بعد أن تم استدراج الطفلة “مكة” بحجة اللعب إلى منزل المتهمين، فيما قال موقع “مصراوي” إن الأسباب الكامنة وراء قتل الطفل، تعود إلى رغبة أسرة المتهمة بالانتقام من عائلة الطفلة، بعد أن تسببوا بطردهم من سكنهم الأول في المنطقة، وفق الموقع.
وحملت التقارير تفاصيل مرعبة، تحدثت عن وضع أشلاء جثة الطفلة في صناديق كرتون بعد تقطيعها، قبل التخلص منها، في حين أقدمت المتهمة على تمثيل مشاهد الجريمة أمام حشد كبير من السكان الغاضبين في المحلة، بعد إلقاء القبض عليها.
استدراج مكة
وروى والد الطفلة المغدورة، لصحيفة “المصري اليوم”، أن ابنته كانت عائدة من درس تحفيظ القرآن، قبل أن يتم استدراجها، حيث انتابه ووالدتها القلق مع غروب الشمس، وخرجوا للبحث عنها في كل أرجاء القرية، كما ارتفعت مكبرات الصوت بنداءات للطفلة، لكن “مكة” لم تستجب، حيث كانت تلك الساعات الأولى من مأساة الجريمة.
وقال والدة الطفلة للصحيفة: “جارتنا، تسكن في شارع قريب جدًا من بيتنا، وابنتها هي التي استدرجت مكة لشقتهم، لقد بحثنا في كل مكان ولم نكن نعلم أن والدة المتهمة قامت بنقل عفشها إلى شقة أخرى”.
وأضاف والد “مكة”: “لقد وصلنا لسائق المركبة التي نقلت بها والدة المتهمة عفشها، وبعد البحث الطويل وجدنا مكة، لقد وجدنا الجزء العلوي من جسدها فقط”.
ووفقًا لمؤشر قياس الجريمة في قاعدة البيانات (نامبيو) لعام 2024، احتلت مصر المركز الثامن عشر على مستوى الدول الإفريقية في معدلات الجريمة بمعدل 47.3 على مؤشر الجريمة، والمرتبة الخامسة والستين عالميًا، والثالثة عربيًا، بسبب تفشي ارتكاب الجرائم المختلفة.
وترتفع ظاهرة العنف ضد الأطفال في مصر، حيث كانت رئيسة الإدارة المركزية للمتابعة للمجلس القومي للأمومة والطفولة، سيمة الألفي قد أكدت في وقت سابق، أن خط نجدة الطفل الذي يوفره المجلس مجانًا لحماية الأطفال من العنف تلقى عام 2022 نحو 16 ألفًا و343 بلاغًا فعليًا.