تتجه الأنظار مساء الثلاثاء صوب ملعب «الأول بارك» حيث قمة صاخبة وصراع مبكر بين النصر وضيفه الاتحاد في دور الستة عشر لبطولة كأس الملك، صراع سيُفضي إلى وداع أحد الفريقين المرشحين للقب، في وقت يبحث فيه الهلال عن إكمال رحلته بالبطولة عندما يحل ضيفاً على نظيره الأخدود، ويتطلع الشباب لغسل جراحه وأحزانه عندما يستقبل الزلفي، ويلاقي القادسية نظيره الحزم.
وتكتمل أضلاع الفرق المتأهلة إلى دور الثمانية مساء اليوم الثلاثاء بعد أن انطلقت منافسات هذا الدور أمس الاثنين، وستخطف قمة النصر والاتحاد الأنظار كونها الحدث الأبرز.
الاتحاد حامل اللقب في نسخته الأخيرة، يعود لذكرى حدة التنافس في نسخة الموسم الماضي حينما لاقى نظيره الهلال في دور ربع النهائي وتمكن من انتزاع بطاقة العبور أمامه عن طريق ركلات الترجيح بعد مباراة مثيرة خيم عليها التعادل الإيجابي بنتيجة 2-2.
النصر والاتحاد صراع يتجدد للمرة الثالثة هذا الموسم بعد افتتاحية السوبر السعودي التي تفوق فيها الأصفر العاصمي ثم اللقاء الدوري في الجولة الرابعة الذي جدد فيه النصر تفوقه بثنائية نظيفة، لكن هذه المرة الأمر مختلف، فالاتحاد تحت قيادة كونسيساو وليس لوران بلان الذي خسر المباراتين السابقتين.
تحدٍّ مثير سيجمع الفريقين بعد الظهور المميز الذي سجله الاتحاد تحت قيادة كونسيساو الذي تسلم دفة القيادة الفنية خلفاً للفرنسي لوران بلان، لكن الجاهزية الأكبر تصب في جانب النصر الذي يعيش استقراراً فنياً كبيراً وتألقاً رائعاً خاصة على الجانب الهجومي.
خيسوس، الذي ودع البطولة الموسم الماضي أمام الاتحاد، حتماً سيتطلع لرد اعتباره، لكن هدفه الأبرز هو قيادة النصر للمنافسة الجادة على ألقاب الموسم المتاحة أمامه، خاصة بطولة الكأس التي يغيب عنها الأصفر العاصمي منذ سنوات طويلة.
يدخل النصر المباراة بعد انتصاره أمام الحزم بفوز بدا متواضعاً بصورة نسبية مقارنة بالظهور الهجومي الذي قدمه في المباريات السابقة، ويتسلح الفريق بنجمه الأبرز كريستيانو رونالدو ومواطنه جواو فيليكس وكومان وساديو ماني، لكن المعضلة الأبرز هي غياب مارسيلو بروزوفيتش.
أما الاتحاد الذي خسر مباراته الأولى تحت قيادة كونسيساو وكانت أمام الهلال فهو يخرج من لقاء كبير إلى تنافس مثير آخر يجمعه مع النصر، لكن المدرب البرتغالي يسعى لتجاوز مواطنه خيسوس وإثبات أن الفريق تغيّر للأفضل وأصبح مختلفاً منذ تسلم زمام القيادة الفنية.
يتسلح الاتحاد بأسماء مميزة في صفوفه بقيادة الفرنسي كريم بنزيمة وحسام عوار وموسى ديابي، وتبدو الفرصة مواتية للمدرب كونسيساو للاستعانة بخدمات الحارس الصربي رايكوفيتش الذي كان خارج حساباته في كلاسيكو الهلال بسبب العدد المتاح من اللاعبين الأجانب في بطولة الدوري عكس بطولة الكأس.
وفي مدينة نجران، يحل الهلال ضيفاً على نظيره الأخدود ويسعى لإكمال رحلته في البطولة الأغلى محلياً والعودة للمنافسة على اللقب الذي افتقده الموسم الماضي بخسارته أمام الاتحاد.
الهلال يدخل مواجهة الأخدود بعد سلسلة من المباريات التنافسية التي عبرها بنجاح، بداية من مواجهة الاتفاق ثم السد القطري في دوري أبطال آسيا للنخبة وأخيراً كلاسيكو الاتحاد في قمة الجولة السادسة بالدوري السعودي للمحترفين.
أما الأخدود الذي انتعش باقتناص نقطة تعادل ثمينة كانت أمام القادسية في الجولة الماضية من الدوري السعودي للمحترفين، فإنه يعيش أياماً ليست جيدة بخسارته سلسلة من المباريات، لكن نقطة التعادل الأخيرة بدت ثمينة أمام فريق منافس، وكان الأخدود استهل رحلته بتجاوز الرائد بهدف وحيد دون رد.
وفي العاصمة الرياض، تتجه الأنظار صوب مواجهة الشباب والزلفي، حيث يتطلع صاحب الأرض الشباب معالجة جراحه الأخيرة بتحقيق الفوز والعبور نحو الدور المقبل إلا أن طموحات الزلفي قد تهدد آمال الشباب وتزيد من معاناته.

رحلة الشباب في البطولة انطلقت بفوز صعب حققه أمام أبها القادم من دوري الدرجة الأولى، إذ أجبره على ركلات الترجيح التي ابتسمت لليث رغم إكماله المباراة بتسعة لاعبين بعد حالتي الطرد لسعد بلعبيد وويسلي هوديت، أما الزلفي فقد فجر مفاجأة أولى بتجاوز الفيحاء في الدور الأول ويتطلع لإكمال رحلته أمام الشباب.
وفي مدينة الدمام، يستقبل القادسية نظيره الحزم في لقاء يبحث من خلاله العودة لدائرة الانتصارات بعد تعادله الأخير في الدوري، القادسية الذي بلغ نهائي البطولة في نسختها الماضية يطمح للعودة وتكرار ذلك لكن بمنافسة جادة على اللقب.
أما الحزم فقد نجح بإقصاء نيوم من البطولة وتجاوزه في الدور الأول من البطولة بنتيجة 2-1 ليحجز مقعده في دور الستة عشر ويسعى لإكمال مسيرته في البطولة رغم صعوبة المهمة في ظل الفوارق الفنية الكبيرة بين الطرفين.

