أفادت منظمة “محامو الطوارئ”، بأن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب العشرات في قصف لقوات الدعم السريع استهدف مسجدًا في شرق الخرطوم، في خضم سعي الجيش السوداني لفرض سيطرته الكاملة على العاصمة.
وجاء في بيان للمنظمة، التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان، أن قصف قوات الدعم السريع طال الأحد “مسجد الرضوان في حلة كوكو – محلية شرق النيل أثناء أداء صلاة التراويح”.
ووقع هذا الهجوم “في منطقة خالية تمامًا من أي أهداف عسكرية، مما يعكس نهج الاستهداف العشوائي والمتعمد الذي تتبعه قوات الدعم السريع ضد المدنيين، في إطار تصعيد مستمر يهدف إلى بثّ الذعر وإجبار السكان على النزوح القسري”، وفق بيان المنظمة.
ولفت “محامو الطوارئ” إلى أن “استمرار هذه الجرائم في ظل غياب المحاسبة يشجع على المزيد من الفظائع، ولن يتحقق أي استقرار بدون مساءلة صارمة لمرتكبيها”.
سيطرة على منشآت حيوية
وهذا الهجوم هو الثاني الذي يستهدف مدنيين منذ أن فقدت قوات الدعم السريع السيطرة على وسط الخرطوم، لا سيّما القصر الرئاسي، إثر هجوم واسع للجيش الجمعة.
والأحد، قصفت قوات الدعم السريع مدينة أم درمان المقابلة للخرطوم على ضفاف النيل، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى بحسب شهود وصفوا الغارات بأنها من بين الأعنف خلال الأشهر الأخيرة.
واشتدت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة، في ظل إحراز الأول تقدمًا عسكريًا في الخرطوم بينما لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مواقع هامة منها مطار الخرطوم، ومناطق في جنوب العاصمة وغربها تشنّ منها هجماتها على المدينة.
وبالإضافة إلى القصر الجمهوري، سيطر الجيش السوداني على عدة منشآت حيوية، منها المصرف المركزي وجهاز المخابرات الوطني والمتحف القومي.
كما تمكن الأحد من عبور جسر توتي والسيطرة على الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة عند التقاء النيل الأبيض والأزرق.
ومن شأن السيطرة على المنطقة الحكومية والاقتصادية في الخرطوم، أن تعزز قبضة الجيش على العاصمة، ليحقق بذلك مكسبًا كبيرًا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبًا، لكن من غير المتوقع أن تنتهي قريبًا.
في المقابل، كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها على أحياء مدنية في الخرطوم وأم درمان بضواحي العاصمة، راح ضحيتها أكثر من 50 مدنيًا خلال الأسبوع الماضي.
وأسفرت الحرب المتواصلة منذ نحو عامين عن سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليونًا، متسببة في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.