تولى البرتغالي سيرجيو كونسيساو تدريب ميلان الإيطالي قبل أقل من شهر، لكنه سرعان ما حدّد مصدر مشكلات فريقه، وهو نقص الحماس. يستضيف حامل اللقب سبع مرات فريق جيرونا الإسباني، الأربعاء، وعينه على التأهل المباشر إلى ثمن نهائي «دوري أبطال أوروبا» في كرة القدم.
يحتل ميلان المركز الثاني عشر حالياً، لكنه على بُعد نقطة واحدة من المركز الثامن المؤهل مباشرة، وفي يديه مباراتان قادر على الفوز فيهما، إذ بعد استضافته جيرونا على ملعب سان سيرو، يسافر للقاء دينامو زغرب الكرواتي الأسبوع المقبل.
لكن الخسارة أمام يوفنتوس 0 – 2، السبت، في المرحلة 21 من الدوري سلّطت الضوء على المشكلات نفسها المتعلقة بالجودة والشخصية التي أصبحت واضحة بشكل متزايد مع كل موسم منذ الفوز الدرامي بلقب الدوري عام 2022.
ويتأخر ميلان بفارق 19 نقطة عن نابولي المتصدر هذا الموسم مع مباراة مؤجلة ضد بولونيا، لكن الأهم أنه خلف المركز الرابع المؤهل إلى دوري الأبطال بست نقاط، ما يعني أن لديه مهمة من الممكن أن تكون صعبة في التأهل، ولو أن الموسم لا يزال طويلاً.
قال كونسيساو، بعد الخسارة المستحقة لفريقه في تورينو: «الخطوة الأولى للفوز بالمباراة هي الرغبة في كسبها».
وأضاف: «لا أريد أن أسمع شيئاً عن التعب أو نقص الطاقة، نحن لا نزال في يناير (كانون الثاني). لدى اللاعبين كل شيء يحتاجون إليه للتعافي في الوقت المناسب للعب كل ثلاثة أيام».
وتابع المدرب القادم من بورتو: «ما نحتاج إليه هو ثلاجة فارغة في المنزل، والمزيد من الجوع (التعطش)».
مسؤولية تغيير سلوك اللاعبين: عُيّن كونسيساو صاحب الشخصية الجذابة لتحفيز ميلان الذي يفتقر إلى القتالية، حسب كثيرين. بدا أن البرتغالي غير راضٍ عن لاعبيه بعد انهيارهم في أول خسارة (أمام يوفنتوس) منذ أن خلف مواطنه باولو فونسيكا في الشهر الماضي.
انتقد ابن الخمسين عاماً فريقه بشكل علني، ووصف أداء اللاعبين في الشوط الأول بمواجهة كالياري المهدد بالهبوط (1 – 1 في الدوري) بأنه أسوأ ما رآه بوصفه مدرباً.
ولكن الطريقة العنيفة التي انتقد بها لاعبيه لافتقارهم إلى الشجاعة كانت مفاجئة حتى لو نالت إشادة من المحللين والمشجعين الغاضبين.
قال: «بدأت التدريب قبل 13 عاماً، وكنت أقود فرقاً صغيرة، لم تكن تتمتع بالكثير على صعيد المواهب؛ لكن كان لديها مستوى مذهل من الرغبة في الفوز».
وأضاف: «في الحياة عليك أن تنمو، أن تكون لديك أهداف، وأكثر إن كنت ستلعب لميلان. يجب أن تحافظ على الحماس، على الرغبة في أن تحافظ على أهدافك الشخصية لاعباً حتى تكون فخوراً بما أنجزته عندما تصل إلى نهاية مسيرتك».
وتابع الدولي السابق الذي مثّل بلاده في أكثر من 50 مباراة: «ما أراه هنا ليس جديداً بالنسبة لي. شاهدت معظم مباريات ميلان تقريباً هذا الموسم. من واجبي تغيير سلوك اللاعبين. إنها مسؤوليتي».
اكتسب كونسيساو رصيداً من الدعم بعد قيادته ميلان إلى التتويج بلقب كأس السوبر الإيطالي أمام غريمه وجاره إنتر 3 – 2 بعدما كان متأخراً بهدفين.
وسيكون على «الروسونيري» التعامل مع غياب عدد من اللاعبين الأساسيين، مثل الأميركي كريستيان بوليسيتش، والإسباني ألفارو موراتا المصابين، لكن الفشل في الفوز على جيرونا صاحب النقاط الثلاث فقط سيفاقم الأجواء السلبية بين المشجعين الذين يدعون الملاك الأميركيين «ريدبيرد» إلى بيع النادي.
بعد جيرونا، يلعب ميلان على أرضه أمام بارما صاحب المركز السادس عشر قبل السفر إلى كرواتيا؛ حيث سيعود إلى إيطاليا لخوض مباراتين صعبتين، الأولى أمام غريمه إنتر في الدوري، والأخرى في مواجهة روما ضمن ربع نهائي مسابقة الكأس المحلية.