يزعم الخبراء أن حرق السعرات الحرارية ممكن خارج صالة الألعاب الرياضية، عبر خطوات يمكن اتخاذها يوميًا في المنزل وفي المكتب قد تحرق سعرات حرارية أكثر من التمارين الرياضية التقليدية.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، تُعرف ظاهرة توليد الحرارة غير المرتبطة بالرياضة (NEAT) بأنها ظاهرة يستهلك فيها الجسم طاقة وسعرات حرارية أكثر أثناء أداء المهام طوال اليوم مقارنةً بالتمارين الرياضية.
فإلى جانب الحفاظ على وزن صحي، يمكن أن تساعد ظاهرة توليد الحرارة غير المرتبطة بالرياضة في تحسين الدورة الدموية، وصحة القلب، وتحسين المزاج، واستقرار مستويات السكر في الدم – مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبحسب الصحيفة، يوضح الدكتور مايكل دقاق، أخصائي الطب الرياضي، أن ظاهرة توليد الحرارة غير المرتبطة بالرياضة تمثل الأنشطة التي نقوم بها، والتي لا تُعتبر “تمارين رياضية” ولكنها لا تزال تستخدم طاقة الجسم لتحسين أدائنا، وحرق السعرات الحرارية، والمساعدة في الحفاظ على كفاءة عمل الجسم.
الوقوف أثناء العمل المكتبي
وتُظهر أبحاث مُكثّفة أنّه عند الوقوف في المكتب، يستهلك الجسم كمية أكبر من الأكسجين، ما يؤدي إلى حرق سعرات حرارية أكثر.
فقد وجدت دراسات لقياس استهلاك الأكسجين أنّ الوقوف يتطلّب نحو 0.15 سعرة حرارية في الدقيقة أكثر من الجلوس لدى معظم الناس.
ومع أنّ الفرقَ في حدّ ذاته ضئيل، إلا أنّه يُمكن أن يتراكم على مدار أيام العمل الطويلة ويحدث فرقًا كبيرًا.
وبحسب الصحيفة، يحرق موظف المكتب الذي يقف لثلاث ساعاتٍ في يوم عمل نموذجي مدّته ثماني ساعات، ما يقارب 15 إلى 30 سعرة حرارية في الساعة، أي 1800 سعرة حرارية خلال شهر واحد وهو ما يعادل الجري لمسافة 18 ميلًا.
تعديل وضعية الجسم
كذلك يحدث تغيير وضعية الجسم بانتظام، بدلًا من الجلوس في الوضعية نفسها لساعات متواصلة، فرقًا كبيرًا في عملية حرق السعرات الحرارية.
وقد أظهرت الدراسات التي استخدمت أجهزة مراقبة متخصصة، أن الأشخاص الذين يغيّرون وضعياتهم باستمرار طوال اليوم يبذلون طاقة أكبر ويحرقون المزيد من السعرات الحرارية.
ورغم أن الحركة المضطربة لطالما اعتُبرت مُزعجة، لكنّها تُساعد على حرق سعرات حرارية أكثر من الجلوس.
إن اختيار صعود الدرج بدلاً من المصعد يمكن أن يساعد على خسارة نحو نصف كيلوغرام على مدى عدة أشهر- غيتي
فأنشطة صغيرة، مثل الانحناء من جانب إلى آخر على الكرسي، وتحريك أصابع القدمين، وتحريك الكتفين، تُبقي الجسم نشيطًا وتحرق السعرات الحرارية طوال اليوم.
وقد أشارت دراسة أجريت عام 2005 إلى أن مجرد النقر بالقدمين وهز الساق وغيرها من علامات التململ، يُمكن أن يساعد على حرق 350 سعرة حرارية يوميًا – وهو ما يكفي لفقدان من 13 إلى 18 كيلوغرامًا في عام واحد.
المشي اليومي والأعمال المنزلية
كما أظهرت الأبحاث أن المشي لمدة دقيقتين فقط كل نصف ساعة يُحسّن بشكل ملحوظ ضبط مستوى السكر في الدم بعد الوجبات، مقارنةً بالجلوس والوقوف المستمرين.
كما يمكن للأنشطة المنزلية مثل الطهي والتنظيف وغسل الأطباق يدويًا أن تزيد بشكل كبير من استهلاك الطاقة.
وأظهرت الدراسات أن التنظيف بالمكنسة الكهربائية لمدة 30 دقيقة يحرق 99 سعرة حرارية إذا كان وزن الفرد 55 كيلوغرامًا، و124 سعرة حرارية إذا كان وزن الفرد 75 كيلوغرامًا، و166 سعرة حرارية إذا كان وزن الفرد 90 كيلوغرامًا.
وترتيب الأسرة والبستنة وغسل النوافذ وإخراج القمامة وتنظيف الأسطح، كلها أنشطة تحرق السعرات الحرارية وتُمرّن العضلات.
استخدام الدرج
كذلك يمكن أن يحرق الفرد من خلال الحركة اليومية داخل المنزل نحو 240 سعرة حرارية يوميًا. كما أن اختيار صعود الدرج بدلاً من المصعد يمكن أن يساعد على خسارة نحو نصف كيلوغرام على مدى عدة أشهر.
وقد أظهرت دراسةٌ حللت عدد الخطوات لدى مجموعاتٍ متنوعة من الأشخاص، أن من يمشون 7500 خطوة يوميًا أو أكثر يحافظون على وزن أفضل بكثير من أقرانهم الأقل حركة.
اللعب مع الأطفال أو الحيوانات الأليفة
يتضمن معظم لعب الأطفال، وخاصةً الصغار، حركات سريعة وعفوية، مثل الجري والقفز والانحناء والمطاردة.
وجميع هذه الأنشطة يمكن أن ترفع معدل ضربات القلب بشكل ملحوظ وتحرق السعرات الحرارية.
وبالمثل، فإن القيام بأشياء بسيطة مع الحيوانات الأليفة، مثل رمي الكرة أو اصطحابها في نزهة عادية، يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن.
وقد وجدت دراسة أجرتها صيدلية “لويدز” عام 2023 أن الرجل يحرق في المتوسط نحو 250 سعرة حرارية في الساعة أثناء اللعب مع الأطفال أو الحيوانات الأليفة، بينما تحرق المرأة نحو 211 سعرة حرارية.