يُعد جذر الزنجبيل (Zingiber officinale) من الأعشاب العطرية الشهيرة، وهو ينتمي إلى نفس العائلة النباتية التي تضم الهيل والكركم. في المطبخ، يُستخدم الزنجبيل مبشوراً أو مقطعاً لإضفاء نكهة غنية إلى الأطعمة مثل القلي السريع أو اليخنات.
لكن استخدام الزنجبيل لا يقتصر على الطهي فحسب؛ فهو يُقدّر منذ آلاف السنين لخصائصه المضادة للالتهاب والشفائية. ويحتوي الزنجبيل على أكثر من 100 مركب نشط بيولوجياً، كما يتميز بتركيز عالٍ من مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، وتحمي الجسم من التلف الخلوي والأمراض.
وقد استخدمه الطب التقليدي لعلاج نزلات البرد، والتهاب الحلق، وآلام العضلات، والغثيان، واضطرابات المعدة. لكن ماذا يقول العلم الحديث؟
فيما يلي 10 حالات صحية قد يساعد الزنجبيل على التخفيف منها، وفق ما نقله موقع «هيلث» عن أحدث الدراسات.
1. الكوليسترول المرتفع
أظهرت مراجعة علمية أن تناول جرعة يومية تصل إلى غرامين من الزنجبيل يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول الكلي وبعض الدهون الثلاثية في الدم، مثل «ترايأسيلجليسيرول (TAG)».
وتُظهر الدراسات أن الزنجبيل يمكن أن يُقلل من الكوليسترول الضار (LDL)، لكنه لا يُعد علاجاً رسمياً حتى الآن، إذ لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث. ورغم ذلك، يُعد الزنجبيل خياراً طبيعياً وآمناً نسبياً في الجرعات المعتدلة.
2. مشكلات الجهاز الهضمي
الزنجبيل معروف بتأثيره المهدئ للمعدة. فقد تبيّن أن تناول 1.5 غرام من الزنجبيل يومياً قد يساعد على تهدئة الغثيان، خصوصاً الناتج عن الحمل.
يساعد الزنجبيل على:
– تقليل الغازات والانتفاخ.
– تخفيف الضغط داخل المعدة.
– تقليل أعراض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
– كما أظهرت تجربة سريرية أن مكملاً يجمع بين الزنجبيل ومستخلص الخرشوف أسهم في تقليل آلام المعدة، والغثيان، والانتفاخ لدى مرضى «عسر الهضم الوظيفي».
3. الصداع النصفي
في دراسة سريرية شملت 60 شخصاً يعانون من نوبة صداع نصفي، تبيّن أن من تناولوا مكمل الزنجبيل (400 ملغم) مع دواء مضاد للالتهاب (كيتوبروفين) شعروا بتحسن كبير مقارنةً بالمجموعة التي تناولت علاجاً وهمياً. حيث أفادوا بانخفاض الألم وتحسن القدرة على أداء الأنشطة اليومية.
4. التهاب المفاصل (الفُصال العظمي)
يعاني أكثر من 240 مليون شخص حول العالم من التهاب المفاصل، خصوصاً مع التقدّم في العمر.
وقد أشارت أبحاث إلى أن الزنجبيل بفضل خواصه المضادة للالتهاب، يمكن أن يُستخدم كمكمّل علاجي لتقليل أعراض هذا المرض المؤلم.
5. آلام الدورة الشهرية
تحتوي مركبات الزنجبيل، مثل الجنجرول والشوجاول والزينجيرون، على خصائص مضادة للتشنجات ومضادة للأكسدة، ما يساعد على:
– تخفيف تقلصات الرحم المؤلمة.
– الحد من الغثيان واضطرابات الهضم المرتبطة بالتغيرات الهرمونية.
6. ارتفاع ضغط الدم
تشير بعض الدراسات إلى أن الزنجبيل قد يخفض ضغط الدم من خلال:
– تثبيط إنزيم ACE الذي يلعب دوراً في ارتفاع الضغط.
– تحسين تدفق الدم ومنع تجمّع الصفائح الدموية.
وقد لوحظ أن تناول 3 غرامات أو أكثر يومياً من الزنجبيل يُسهم في خفض ضغط الدم لدى البالغين المصابين بالسكري، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج.
7. ارتفاع سكر الدم
أظهرت دراسة على 45 شخصاً مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، أن تناول مكمل زنجبيل بجرعة 2000 ملغم يومياً لمدة 10 أسابيع ساعد على:
– خفض سكر الدم الصائم.
– تحسين مؤشر HbA1c المسؤول عن قياس السيطرة على السكر على المدى الطويل.
8. حساسية الأسنان واللثة
في دراسة أُجريت على مرضى خضعوا لجراحة في اللثة، تبين أن تناول 400 ملغم من الزنجبيل 3 مرات يومياً كان فعّالاً مثل الإيبوبروفين في تقليل الألم والتورّم بعد الجراحة.
9. السعال ونزلات البرد
الزنجبيل يحتوي على بوليسكاريدات ذات خصائص طبيعية مثبطة للسعال.
كما أن مزيج الزنجبيل مع قشر اليوسفي قد يُستخدم كعلاج منزلي فعّال.
إضافة إلى ذلك، يعمل الزنجبيل على:
– مقاومة البكتيريا والميكروبات.
– تقوية جهاز المناعة.
– تخفيف التهاب الحلق عند تناوله على شكل حلوى صلبة.
10. الحساسية الموسمية (حمى القش)
في دراسة قارنت بين مكمل الزنجبيل ودواء كلاريتين (لوراتادين) المضاد للحساسية، أظهر كل من العلاجين نتائج متقاربة في تخفيف أعراض حمى القش، لكن الزنجبيل تسبب في آثار جانبية أقل.
اعتبارات السلامة والتفاعلات الدوائية
يُعد الزنجبيل آمناً عند تناوله بكميات معتدلة (حتى 4 غرامات يومياً).
تناول كميات مفرطة (أكثر من 6 غرامات) قد يؤدي إلى:
– مشكلات في الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة.
– زيادة إنتاج الصفراء، مما قد يُسهم في تكوّن حصى المرارة.
-في حالات نادرة: تسارع ضربات القلب.
التفاعلات المحتملة مع الأدوية
– مضادات التخثر مثل الوارفارين: الزنجبيل قد يزيد خطر النزيف.
– أدوية السكري: الزنجبيل قد يُخفض سكر الدم بشدة عند تناوله مع أدوية أخرى.