للمرة الأولى منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار قبل 79 يومًا، اخترق الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الأربعاء، جدار الصوت فوق العاصمة اللبنانية بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وتزامن ذلك مع تنصل إسرائيل للمرة الثانية من مهلة الانسحاب من جنوب لبنان، بالإعلان اليوم عن بقائها هناك حتى بعد 18 فبراير/ شباط الجاري.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، بأن طيرانا حربيا إسرائيليا حلق على علو منخفض مساء اليوم (الأربعاء)، مخترقًا جدار الصوت فوق بيروت وضاحيتها الجنوبية وعدد من مناطق قضاء المتن، بمحافظة جبل لبنان (وسط) ومحافظة البقاع (شرق).
وإضافة إلى هذه الخروقات الثلاثة لاتفاق وقف إطلاق النار، سُجلت 9 خروقات إسرائيلية أخرى للاتفاق اليوم، بما يرفع إجمالي خروقاتها للاتفاق حتى مساء الأربعاء إلى 926.
وحسب أخبار متفرقة نشرتها الوكالة اللبنانية، تركزت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، اليوم، في قضائي بنت جبيل ومرجعيون بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور بمحافظة الجنوب.
خروقات إسرائيلية واسعة
وشملت الخروقات عمليات تفجير وإحراق لمنازل ومبان ومزارع، وإطلاق نار من أسلحة رشاشة، وأعمال تجريف.
ففي قضاء بنت جبيل، أطلق جنود إسرائيليون موجودون ببلدة مارون الراس رشقات من أسلحة رشاشة نحو أطراف مدينة بنت جبيل مركز القضاء.
كما فجّر الجيش الإسرائيلي مزرعة تقع بالمنطقة الجنوبية لبلدة عيتا الشعب.
وفي قضاء مرجعيون، نفذت قوات إسرائيلية 6 عمليات لحرق وتفجير منازل ومبان ببلدات حولا وكفر كلا وميس الجبل والعديسة.
وفي قضاء صور، قامت جرافات للجيش الإسرائيلي بتنفيذ أعمال تجريف عند أطراف بلدة الضهيرة، ترافقت مع تركيب ألواح إسمنتية بالمنطقة عند الشريط التقني الحدودي للخط الأزرق المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000.
وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان خلال الحرب الأخيرة بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقًا للمهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تبلغ 60 يومًا بدءًا من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.
تنصل إسرائيلي مستمر
إلا أن تل أبيب لم تلتزم بالموعد، قبل أن تعلن واشنطن لاحقًا عن تمديد المهلة باتفاق إسرائيلي لبناني حتى 18 فبراير الجاري.
ومع ذلك، عاد الجيش الإسرائيلي للتنصل من الاتفاق مجددًا، معلنًا في بيان، الأربعاء، عن “تمديد فترة تطبيق الاتفاق”.
ولم يحدد الجيش موعدًا جديدًا لاستكمال الانسحاب من جنوب لبنان، لكن هيئة البث العبرية الرسمية ذكرت أنّ تل أبيب طلبت من اللجنة الدولية المراقبة لاتفاق وقف إطلاق النار تمديد بقاء قواتها حتى 28 فبراير، أي لعشرة أيام إضافية، وهو الأمر الذي رفضه الجانب اللبناني بشكل تام.
وكان مراسل التلفزيون العربي في بيروت، محمد شبارو، قد نقل في وقت سابق اليوم إن السلطات اللبنانية أكدت ضرورة الضغط على تل أبيب لتنفيذ الاتفاق كاملًا، وكان آخر المسؤولين الذين شددوا على ذلك رئيس الجمهورية، جوزيف عون، الذي أكد اليوم، خلال لقائه وزير خارجية البرتغال، مطالبته الاتحاد الأوروبي بدعم لبنان عبر الضغط على إسرائيل للالتزام بتاريخ الثامن عشر من فبراير.